responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 70  صفحه : 360

وقال المحقق الطوسي 1 في أوصاف الاشراف ماحاصله : إن الخوف والخشية وإن كانا بمعنى واحد في اللغة إلا أن بينهما فرقا بين أرباب القلوب وهو أن الخوف تألم النفس من المكروه المنتظر والعقاب المتوقع ، بسبب احتمال فعل المنهيات وترك الطاعات وهو يحصل لاكثر الخلق وإن كان مراتبه متفاوتة جدا ، والمرتبة العليا منه لاتحصل إلا للقليل ، والخشية حالة نفسانية تنشأ عن الشعور بعظمة الرب وهيبته ، وخوف الحجب عنه ، وهذه الحالة لاتحصل إلا لمن اطلع على جلال الكبرياء وذاق لذة القرب ولذلك قال سبحانه : « إنما يخشى الله من عباده العلماء » والخشية خوف خاص وقد يطلقون عليها الخوف أيضا انتهى.

« ومن يتق الله يجعل له مخرجا » التقوى على مراتب أولها التبري عن الشرك وما يوجب الخلود في النار ، وثانيها التجنب عما يؤثم والاتقاء عن العذاب مطلقا ، وثالثها التنزه عما يشغل القلب عن الحق ، وبناء الكل على الخوف من العقوبة والبعد عن الحق.

ولعل المراد هنا إحدى الاخيرتين أي ومن يتق الله خوفا منه يجعل له مخرجا من شدائد الدنيا والآخرة كما روي عن ابن عباس ، أو من ضيق المعاش كما يشعر به قوله تعالى : « ويرزقه من حيث لايحتسب » قيل : وكأن السر في الاول أن شدائد الدارين من الحرص على الدنيا ، واقتراف الذنوب ، والغفلة عن الحق والمتقي منزه عن جميع ذلك ، وفي الثاني أن فيضه تعالى وجوده عام لابخل فيه وإنما المانع من قبول فيضه هو بعد العبد عنه ، وعدم استعداده له بالذنوب ، فاذا اتقى منها قرب منه تعالى ، واستحق قبول فيضه بلا تعب ولا كلفة ، فيجمع بذلك خير الدنيا والآخرة.

« إن حب الشرف والذكر » أي حب الجاه والرياسة والعزة في الناس وحب الذكر والمدح والثناء منهم ، والشهرة فيهم « لايكونان في قلب الخائف الراهب » لان حبهما من آثار الميل إلى الدنيا وأهلها ، والخائف الراهب منزه

نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 70  صفحه : 360
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست