responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 70  صفحه : 354

فاذا اسم الرجاء إنما يتصدق على انتظار محبوب تمهدت جميع أسبابه الداخلة تحت اختيار العبد ، ولم يبق إلا ماليس يدخل تحت اختياره ، وهو فضل الله بصرف القواطع والمفسدات.

فالعبد إذا بث بذر الايمان ، وسقاه بماء الطاعة ، وطهر القلب عن شوك الاخلاق الردية ، وانتظر من فضل الله تثبيته على ذلك إلى الموت ، وحسن الخاتمة المفضية إلى المغفرة ، كان انتظاره رجاء حقيقيا محمودا في نفسه ، باعثا له على المواظبة والقيام بمقتضى الايمان في إتمام أسباب المغفرة إلى الموت ، وإن انقطع عن بذر الايمان تعهده بماء الطاعات ، أو ترك القلب مشحونا برذائل الاخلاق وانهمك في طلب لذات الدنيا ، ثم انتظر المغفرة فانتظاره حمق وغرور كما قال تعالى : « فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الادنى ويقولون سيغفر لنا » [١] وإنما الرجاء بعد تأكد الاسباب ، ولذا قال تعالى : « إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله اولئك يرجون رحمة الله » [٢].

وأما من ينهمك فيما يكرهه الله ، ولا يذم نفسه عليه ، ولايعزم على التوبة والرجوع ، فرجاؤه المغفرة حمق كرجاء من بث البذر في أرض سبخة وعزم أن لا يتعهدها بسقي ولا تنقية.

فاذا عرفت حقيقة الرجاء ومظنته ، فقد عرفت أنها حالة أثمرها العلم بجريان أكثر الاسباب ، وهذه الحالة تثمر الجهد للقيام ببقية الاسباب على حسب الامكان فان من حسن بذره ، وطابت أرضه ، وغزر ماؤه ، صدق رجاؤه فلا يزال يحمله صدق الرجاء على تفقد الارض وتعهده ، وتنقية كل حشيش ينبت فيه ، ولا يفتر عن تعهده أصلا إلى وقت الحصاد ، وهذا لان الرجاء يضاده اليأس ، واليأس يمنع من التعهد ، والخوف ليس بضد للرجاء ، بل هو رفيق له وباعث آخر بطريق الرهبة ، كما أن الرجاء باعث بطريق الرغبة انتهى.


[١]الاعراف : ١٦٩.
[٢]البقرة : ٢١٨.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 70  صفحه : 354
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست