نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 70 صفحه : 232
والحاصل أن العمدة في قبول العمل بعد رعاية أجزاء العبادة وشرائطها المختصة ، النية الخالصة والاجتناب عن المعاصي كما قال تعالى : « فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعباده ربه أحدا » [١] وقال سبحانه : « إنما يتقبل الله من المتقين » [٢].
قال الشيخ البهائي 1 : المراد بالنية الصادقة انبعاث القلب نحو الطاعة ، غير ملحوظ فيه شئ سوى وجه الله سبحانه ، لا كمن يعتق عبده مثلا ملاحظا مع القربة الخلاص من مؤنته أو سوء خلقه أو يتصدق بحضور الناس لغرض الثواب والثناء معا ، بحيث لو كان منفردا لم يبعثه مجرد الثواب على الصدقة ، وإن كان يعمل من نفسه أنه لولا الرغبة في الثواب لم يبعثه مجرد الرئاء على الاعطاء.
ولا كمن له ورد في الصلاة وعادة في الصدقات ، واتفق أن حضر في وقتها جماعة فصار الفعل أخف عليه وحصل له نشاط مابسبب مشاهدتهم ، وإن كان يعلم من نفسه أنهم لو لم يحضروا أيضا لم يكن يترك العمل أو يفتر عنه البتة.
فأمثال هذه الامور مما يخل بصدقة النية ، وبالجملة فكل عمل قصدت به القربة وانضاف إليه حظ من حظوظ الدنيا بحيث تركب الباعث عليه من ديني ونفسي فنيتك فيه غير صادقة ، سواء كان الباعث الديني أقوى من الباعث النفسي أو أضعف أو مساويا.
قال في مجمع البيان : « ليبلوكم أيكم أحسن عملا » أي ليعاملكم معاملة المختبر بالامر والنهي فيجازي كل عامل بقدر عمله ، وقيل : ليبلوكم أيكم أكثر للموت ذكرا وأحسن له استعدادا وأحسن صبرا على موته وموت غيره وأيكم أكثر امتثالا للاوامر واجتنابا من النواهي في حال حياته ، قال أبو قتادة :