responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 70  صفحه : 229

يعني مانشأ من الباطل والضلالة والغي ورعاية العاجلة من الاعمال السيئة ، فكل من عمل عملا من الخير طاعة لله آتيا فيه بالحق على هدى من ربه ، ورشدة من أمره ، ولعاقبة أمره ، فهو حسنة يتقبله الله بقبول حسن ، ومن عمل عملا من الخير والشر طاعة للشيطان ، آتيا فيه بالباطل ، على ضلالة من نفسه ، وغي من أمره ولعاجلة أمره ، فهو سيئة مردود إلى من عمل له ، ومن عمل عملا مركبا من أجزاء بعضها لله ، وبعضها للشيطان ، فما كان لله فهو لله ، وما كان للشيطان فهو للشيطان ، فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ، فان أشرك بالله الشيطان في عمله أو في جزء من عمله ، فهو مردود إليه لان الله لايقبل الشريك كما يأتي بيانه في باب الرئاء إنشاء الله.

وربما يقال : إن كان الباعث الالهي مساويا للباعث الشيطاني تقاوما وتساقطا وصار العمل لا له ولا عليه ، وإن كان أحدهما غالبا على الآخر بأن يكون أصلا وسببا مستقلا ، ويكون الآخر تبعا غير مستقل ، فالحكم للغالب إلا أن ذلك مما يشتبه على الانسان في غالب الامر ، فربما يظن أن الباعث الاقوى قصد التقرب ويكون الاغلب على سره الحظ النفساني ، فلا يحصل الامن إلا بالاخلاص وقلما يستيقن الاخلاص من النفس ، فينبغي أن يكون العبد دائما مترددا بين الرد والقبول ، خائفا من الشوائب ، والله الموفق للخير والسداد.

٥ ـ كا : عن العدة ، عن علي بن أسباط ، عن أبي الحسن الرضا 7 أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان يقول : طوبى لمن أخلص لله العبادة والدعاء ، ولم يشغل قلبه بما ترى عيناه ، ولم ينس ذكر الله بما تسمع اذناه ، ولم يحنز صدره بما اعطي غيره [١].

بيان : « طوبى » أي الجنة ، أو طيبها ، أو شجرة فيها كما ورد في الخبر أو العيش الطيب ، أو الخير « لمن أخلص لله العبادة والدعاء » ، أي لم يعبد ولم يدع غيره تعالى ، أو كان غرضه من العبادة والدعاء رضي الله سبحانه من غير رئاء.


[١]الكافي ج ٢ ص ١٦.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 70  صفحه : 229
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست