responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 70  صفحه : 198

يعبدون الله على ثلاثة أوجه : فطبقة يعبدونه رغبة في ثوابه فتلك عبادة الحرصاء وهو الطمع ، وآخرون يعبدونه فرقا من النار فتلك عبادة العبيد ، وهي رهبة ، ولكني أعبده حبا له عزوجل ، فتلك عبادة الكرام وهو الامن ، لقوله عزوجل « وهم من فزغ يومئذ آمنون » [١] ولقوله عزوجل « قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم » [٢] فمن أحب الله أحبه الله ، ومن أحبه الله عزوجل كان من الآمنين [٣].

وفي تفسير الامام 7 قال علي بن الحسين 7 : إني أكره أن أعبدالله لاغراض لي ولثوابه فأكون كالعبد الطمع المطيع ، إن طمع عمل ، وإلا لم يعمل وأكره أن أعبده لخوف عباده ، فأكون كالعبد السوء إن لم يخف لم يعمل ، قيل : فلم تعبده؟ قال : لما هو أهله بأياديه علي وإنعامه ، وقال محمد بن علي الباقر 7 : لا يكون العبد عابدا لله حق عبادته حتى ينقطع عن الخلق كله إليه فحينئذ يقول : هذا خالص لي فيتقبله بكرمه ، وقال جعفر بن محمد 8 : ما أنعم الله عزوجل على عبد أجل من أن لا يكون في قلبه مع الله غيره ، وقال موسى بن جعفر 7 أشرف الاعمال التقرب بعبادة الله عزوجل ، وقال علي الرضا 7 : « إليه يصعد الكلم الطيب » قول لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله وخليفة محمد رسول الله حقا وخلفاؤه خلفاء الله « والعمل الصالح يرفعه » علمه في قلبه بأن هذا صحيح كما قلته بلساني [٤].

وأقول : لكل من النيات الفاسدة والصحيحة أفراد اخرى يعلم بالمقايسة مما ذكرنا ، وهي تابعة لاحواله وصفاته ، وملكاته الراسخة منبعثة عنها ، ومن هذا يظهر سر أن أهل الجنة يخلدون فيها بنياتهم ، لان النية الحسنة تستلزم طينة


[١]النمل : ٨٩.
[٢]آل عمران : ٣١.
[٣]راجع علل الشرائع ج ١ ص ١٢.
[٤]تفسير الامام ص ١٥٢. وسيجئ مستقلا تحت الرقم : ٣٣.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 70  صفحه : 198
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست