نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 70 صفحه : 191
بخلاف العمل فان من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره فصح أن النية بهذا الاعتبار خير من العمل.
وأقول : يمكن أن يقال هذا في الشر أيضا بناء على أن الكافر يعاقب على نيات الشر ، وإنما العفو عن المؤمنين.
السادس أن النية من أعمال القلب ، وهو أفضل من الجوارح ، فعمله أفضل من عملها ، ألا ترى إلى قوله تعالى « أقم الصلوة لذكري » [١] جعل سبحانه الصلاة وسيلة إلى الذكر ، والمقصود أشرف من الوسيلة ، وأيضا فأعمال القلب مستورة عن الخلق ، لايتطرق إليها الرئاء وغيره ، بخلاف أعمال الجوارح.
السابع أن المراد أن نية بعض الاعمال الشاقة كالحج والجهاد خير من بعض الاعمال الخفية [٢] كتلاوة آية من القرآن والصدقة بدرهم مثلا.
الثامن ماذكره السيد المرتضى 2 في الغرر أن لفظة خير ليست اسم تفضيل ، بل المراد أن نية المؤمن عمل خير من جملة أعماله ومن تبعيضية وبه دفع التنافي بين هذا الحديث ، وبين مايروى عنه 9 أفضل الاعمال أحمزها ، ويجري هذا الوجه في قوله : ونية الكافر شر من عمله ، فان المعنى فيه أيضا ليس معنى التفضيل ، بل المعنى شر من جملة عمله.
فان قيل : كيف يصح هذا مع ماورد في الحديث من أن ابن آدم إذا هم بالحسنة كتبت له حسنة ، وإذا هم بالسيئة لم يكتب عليه شئ ، حتى يعمل؟ قلنا قد ذكرنا سابقا أن ظاهر بعض الاخبار أن ذلك مخصوص بالمؤمنين.
التاسع أن المراد بالنية تأثر القلب عند العمل ، وانقياده إلى الطاعة ، وإقباله على الآخرة ، وانصرافه عن الدنيا ، وذلك يشتد بشغل الجوارح في الطاعات وكفها عن المعاصي ، فان بين الجوارح والقلب علاقة شدية يتأثر كل منهما بالآخر ، كما إذا حصل للاعضاء آفة سرى أثرها إلى القلب فاضطرب وإذا تألم القلب بخوف مثلا سرى أثره إلى الجوارح فارتعدت ، والقلب هو الامير المتبوع