responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 70  صفحه : 179

واليقين خطرات. وأروي ماقسم بين الناس أقل من اليقين ، وروي أن الله يبغض من عباده المائلين ، فلا تزلوا عن الحق فمن استبدل بالحق هلك وفاتته الدنيا وخرج منها ساخطا.

٤٥ ـ مص : قال الصادق 7 : اليقين يوصل العبد إلى كل حال سني ومقام عجيب ، كذلك أخبر رسول الله 9 عن عظم شأن اليقين حين ذكر عنده أن عيسى ابن مريم كان يمشي على الماء ، فقال : لو زاد يقينه لمشى في الهواء ، يدل بهذا أن الانبياء مع جلالة محلهم من الله كانت تتفاضل على حقيقة اليقين لا غير ، ولا نهاية بزيادة اليقين على الابد ، والمؤمنون أيضا متفاوتون في قوة اليقين وضعفه ، فمن قوي منهم يقينه فعلامته التبري من الحول والقوة إلا بالله ، والاستقامة على أمر الله وعبادته ظاهرا وباطنا ، قد استوت عنده حالة العدم والوجود ( والزيادة والنقصان والمدح والذم والعز والذل لانه يرى كلها من عين واحدة ، ومن ضعف يقينه تعلق ) [١] بالاسباب ورخص لنفسه بذلك واتبع العادات ، وأقاويل الناس بغير حقيقة ، وسعى في امور الدنيا وجمعها وإمساكها : مقر باللسان أنه لا مانع ولا معطي إلا الله وأن العبد لايصيب إلا مارزق وقسم له ، والجهد لايزيد الرزق ، وينكر ذلك بفعله وقلبه ، قال الله عزوجل : « يقولون بأفواههم ماليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون » [٢].

وإنما عطف الله تعالى بعباده حيث أذن لهم في الكسب والحركات في باب العيش مالم يتعدوا حدوده ، ولايتركوا فرائضه وسنن نبيه 7 في جميع حركاتهم ولايعدلوا عن محجة التوكل ، ولا يقفوا في ميدان الحرص ، فأما إذا نسوا ذلك وارتبطوا بخلاف ماحد لهم ، كانوا من الهالكين الذين ليس لهم في الحاصل إلا الدعاوي الكاذبة ، وكل مكتسب لايكون متوكلا فلا يستجلب من كسبه إلى نفسه إلا حراما وشبهة ، وعلامته أن يؤثر مايحصل من كسبه ويجوع ، ولاينفق في


[١]مابين العلامتين ساقط عن الاصل.
[٢]آل عمران : ١٦٧.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 70  صفحه : 179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست