responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 70  صفحه : 120

فلما سمع صاحبي ذلك نهض مسرعا مبادرا ففعل من القفز [١] والرقص والبكاء واللطم مايزيد على مافعله من قبله ممن كان يخطئه ويستجهله ، وأخذ يستعيد من الشعر مالايحسن استعادته ، ولا جرت عادتهم بالطرب على مثله ، وهو قوله :

فطافت بذاك القاع ولها فصادفت

سباع الفلا ينهشنه أيما نهش

ويفعل بنفسه ما حكيت ولايستعيد غير هذا البيت حتى بلغ من نفسه المجهود ، ووقع كالمغشي عليه من الموت ، فحيرني مارأيت من حاله ، وأخذت افكر في أفعاله المضادة ، لما سمعت من أقواله ، فلما أفاق من غشيته لم أملك الصبر دون سؤاله عن أمره ، وسبب ماصنعه بنفسه مع تجهيله من قبل لفاعله ، وعن وجه استعادته من الشعر مالم تجر عادتهم باستعادة مثله ، فقال لي : لست أجهل ما ذكرت ، ولي عذر واضح فيما صنعت ، اعلمك أن أبي كان كاتبا ، وكان بي برا وعلي شفيقا ، فسخط السلطان عليه فقتله ، فخرجت إلى الصحراء لشدة ما لحقني من الحزن عليه ، فوجدته ملقى والكلاب ينهشون لحمه ، فلما سمعت المغني يقول :

فطافت بذاك القاع ولها فصادفت

سباع الفلا ينهشنه أيما نهش

ذكرت مالحق أبي ، وتصور شخصه بين عيني ، وتجدد حزنه علي ، ففعلت الذي رأيت بنفسي. فندمت حينئذ على سوء ظني به ، وتغممت له غما لحقه واتعظت بقصته.

١١ ـ وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة [٢] : روي أن قوما من المتصوفة دخلوا بخراسان على علي بن موسى 8 فقالوا له : إن أمير المؤمنين 7 فكر فيما ولاه الله من الامور ، فرآكم أهل البيت أولى الناس أن تؤموا الناس ، ونظر فيكم أهل البيت فرآك أولى الناس بالناس ، فرآى أن يرد هذا الامر إليك ، والامامة تحتاج إلى من يأكل الجشب ، ويلبس الخشن ، ويركب الحمار ، ويعود المريض.


[١]القفز : الوثوب وأصله للظبى.
[٢]شرح النهج ج ٣ ص ١٢. وفي ط ١٧.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 70  صفحه : 120
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست