responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 68  صفحه : 373

جناية يصل مكروهها إليه.

واعلم أن فضيلتي جودة الفهم وغور العلم ، وإن كانتا داخلتين تحت الحكمة وكذلك فضيلة الحلم داخلة تحت ملكة الشجاعة إلا أن العدل لما كان فضيلة موجودة في الاصول الثلاثة كانت في الحقيقة هي وفروعها شعبا للعدل بيانه أن الفضائل كلها ملكات متوسطة بين طرفي إفراط وتفريط ، وتوسطها ذلك هومعنى كونها عدلا فهي بأسرها شعب له وجزئيات تحته.

وأما شعب الشجاعة المعبر عنها بالجهاد ، فأحدها الامر بالمعروف ، والثاني النهي عن المنكر ، والثالث الصدق في المواطن المكروهة ، ووجود الشجاعة في هذه الشعب الثلاث ظاهر ، والرابع شنآن الفاسقين ، وظاهر أن بغضهم مستلزم لعداوتهم في الله ، وثوران القوة الغضبية في سبيله لجهادهم ، وهو مستلزم للشجاعة.

وأما ثمرات هذه الفضائل فأشار إليها للترغيب في مثمراتها ، فثمرات شعب العفة أربع أحدها ثمرة الشوق إلى الجنة ، وهو السلو عن الشهوات وظاهر كونه ثمرة له ، إذا لسالك إلى الله ما لم يشتق إلى ما وعد المتقون لم يكن له صارف عن الشهوات الحاضرة ، مع توفر الدواعي إليها ، فلم يسل عنها ، الثانية ثمرة الخوف من النار ، وهو اجتناب المحرمات ، الثالثة ثمرة الزهد وهي الاستهانة بالمصيبات ، لان غالبها وعامها ، إنما يلحق بسبب فقد المحبوب من الامور الدنيوية فمن أعرض عنها بقلبه كانت المصيبة بها هينئة عنده ، الرابعة ثمرة ترقب الموت وهي المسارعة في الخيرات ، والعمل له ولما بعده ، وأما ثمرات اليقين فان بعض شعبه ثمرة لبعض فان تبين الحكمة وتعلمها ثمرات لاعمال الفطنة والفكرة ، ومعرفة العبر ومواقع الاعتبار بالماضين والاستدلال بذلك على صانع حكيم ثمرة لتبين وجوه الحكمة وكيفية الاعتبار.

وأما ثمرات العدل فبعضها كذلك أيضا وذلك أن جودة الفهم وغوصه مستلزم للوقوف على غور العلم وغامضه ، والوقوف على غامض العلم مستلزم للوقوف على شرايع الحكم العادل ، والصدور عنها بين الخلق من القضاء الحق ، وأما ثمرة الحلم

نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 68  صفحه : 373
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست