responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 68  صفحه : 367

« ومن أشفق من النار رجع عن المحرمات » وفي المجالس والتحف « عن الحرمات » ويمكن أن تكون الشهوات المذكورة سابقا شاملة للمكروهات أيضا ، وعلى الزهد وعدم الرغبة في الدنيا وما فيها من الاموال والازواج والاولاد ، وغيرها من ملاذها ومألوفاتها ، وبينها بقوله « ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصائب » وفي بعض النسخ والكتابين « المصيبات » وفي النهج استهان بالمصيبات أي عدها سهلا هينا واستخف بها لان المصيبة حينئذ بفقد شئ من الامور التي زهد عنها ولم يستقر في قلبه حبها وعلى ارتقاب الموت وكثرة تذكره ، وبينها بقوله « ومن راقب الموت سارع إلى الخيرات » وفي الكتابين [١] « ومن ارتقب » وفي النهج « في الخيرات ».

ثم إن تخصيص الشوق إلى الجنة ، والاشفاق من النار بترك المشتهيات والمحرمات مع أنهما يصيران سببين لفعل الطاعات أيضا إما لشدة الاهتمام بترك المحرمات وكون الصبر عليها أشق وأفضل كما سيأتي في الخبر ، أو لان فعل الطاعات أيضا داخلة فيهما ، فان المانع من الطاعات غالبا الاشتغال بالشهوات النفسانية ، فالسلو عنها يستلزم فعلها ، بل لا يبعد أن يكون الغرض الاصلي من الفقرة الاولى ذلك ، بل يمكن إدخال فعل الواجبات في الفقرة الثانية ، لان ترك كل واجب محرم ، ويدخل ترك المكروهات وفعل المندوبات في الفقرة الاولى.

« واليقين على أربع شعب : تبصرة الفطنة » التبصرة مصدر باب التفعيل ، والفطنة الحذق وجودة الفهم ، وقال ابن ميثم : هي سرعة هجوم النفس على حقائق ماتورده الحواس عليها ، وقال : تبصرة الفطنة إعمالها.

أقول : يمكن أن تكون الاضافة إلى الفاعل أي جعل الفطنة الانسان بصيرا أو إلى المفعول أي جعل الانسان الفطنة بصيرة ، ويحتمل أن تكون التبصرة بمعنى الابصار والرؤية ، فرؤيتها كناية عن التوجه والتأمل فيها وفي مقتضاها ، فالاضافة إلى المفعول ، وحمله على الاضافة إلى الفاعل محوج إلى تكلف في قوله « فمن أبصر


[١]أمالى الطوسى وأمالى المفيد ، أقول : وهكذا في نسخة النهج.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 68  صفحه : 367
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست