responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 68  صفحه : 320

هي الانقطاع عن الناس للانفراد بالعبادة « ما كتبناها » أي ما فرضناها « عليهم » وقال الزجاج إن تقديره « ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله » وابتغاء رضوان الله اتباع ما أمر الله ، لهذا وجه ، قال : وفيها وجه آخر جاء في التفسير أنهم كانوا يرون من ملوكهم مالا يصبرون عليه ، وفاتخذوا أسرابا وصوامع ، وابتدعوا ذلك ، فلما ألزموا أنفسهم ذلك التطوع ، ودخلوا عليه ، لزمهم إتمامه كما أن الانسان إذا جعل على نفسه صوما لم يفرض عليه لزمه أن يتمه.

قال : وقوله « فما رعوها حق رعايتها » على ضربين أحدهما أن يكونوا قصروا فيما ألزموه أنفسهم ، والاخر وهو الاجود أن يكونوا حين بعث النبي 9 فلم يؤمنوا به ، وكانوا تاركين لطاعة الله ، فما رعوها [ أي ] تلك الرهبانية حق رعايتها ودليل ذلك قوله « فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم » يعني الذين آمنوا بالنبي 9 « وكثير منهم فاسقون » أي كافرون انتهى كلام الزجاج.

ويعضد هذا ما جاءت به الرواية عن ابن مسعود ، قال : كنت رديف رسول الله 9 على حمار فقال : يا ابن ام عبد ، هل تدري من أين أحدثت بنو إسرائيل!! الرهبانية؟ فقلت : الله ورسوله أعلم ، فقال : ظهرت عليهم الجبابرة بعد عيسى 7 يعملون بمعاصي الله ، فغضب أهل الايمان فقاتلوهم فهزم أهل الايمان ثلاث مرات ، فلم يبق منهم إلا القليل ، فقالوا : إن ظهرنا هؤلاء أفنونا ولم يبق للدين أحد يدعو إليه ، فتعالوا نتفرق في الارض إلى أن يبعث الله النبي الذي وعدنا به عيسى 7 يعنون محمدا 9 فتفرقوا في غيران الجبال ، وأحدثوا رهبانية فمنهم من تمسك بدينه ، ومنهم من كفر ، ثم تلا هذه الاية « ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم » إلى آخرها ثم قال يا ابن ام عبد أتدري ما رهبانية امتي؟ قلت : الله ورسله أعلم ، قال : الهجرة والجهاد والصلاة والصوم والحج والعمرة.

وفي حديث آخر عن ابن مسعود ، أنه 9 قال : من آمن بي وصدقني واتبعني فقد رعاها حق رعايتها ، ومن لم يؤمن بي فاولئك هم الهالكون انتهى [١]


[١]مجمع البيان ج ٩ ص ٢٤٣.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 68  صفحه : 320
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست