نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 68 صفحه : 267
والذين آمنوا في هذا الموضع هم المؤتمنون على الخلائق من الحجج والاوصياء في عصر بعد عصر ، وليس كل من أقر أيضا من أهل القبلة بالشهادتين كان مؤمنا إن المنافقين كانوا يشهدون أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله 9 ويدفعون عهد رسول الله 9 بما عهد به من دين الله وعزائمه ، وبراهين نبوته إلى وصيه و يضمرون من الكراهة لذلك والنقض لما أبرمه منه عند إمكان الامر لهم فيما قد بينه الله لنبيه بقوله « فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما » [١] وبقوله « وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم » [٢] ومثل قوله : « لتركبن طبقا عن طبق » [٣] أي لتسلكن سبيل من كان قبلكم من الامم في الغدر بالاوصياء بعد الانبياء ، وهذا كثير في كتاب الله عزوجل وقد شق على النبي 9 ما يؤول إليه عاقبة أمرهم واطلاع الله إياه على بوارهم ، فأوحى الله عزوجل إليه « فلا تذهب نفسك عليه حسرات » [٤] « ولا تأس على القوم الكافرين » [٥].
بيان : « وإن شملتهم صفة الايمان » أي ببعض معانيه ، وهو الاسلام الظاهري وإن احتمل أن يكون المراد به الاعمال التي تقع من جهال الشيعة على خلاف جهة الحق ، لكن الاول أظهر ، قوله « وماتوا وهم كافرون » كأنه سقط هنا شئ إذ في سورة التوبة تتمة هذه الا هكذا « بالله وبرسوله ولا يأتون الصلوة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون » [٦] وفي ما بعده « ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون » [٧] وفي موضع آخر : « وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون » [٨] ويمكن أن يكون جمع 7 بين مضامين الايات مشيرا إليها جميعا فانها كلها في وصف المنافقين