responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 67  صفحه : 342

وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُون.

فقال همام يا أمير المؤمنين أسألك بالذي أكرمك بما خصك به وحباك وفضلك بما آتاك وأعطاك لما وصفتهم لي فقام أمير المؤمنين صلوات الله عليه قائما على قدميه فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي وآله ثم قال :

أما بعد فإن الله عز وجل خلق الخلق حيث خلقهم غنيا عن طاعتهم آمنا لمعصيتهم لأنه لا تضره معصية من عصاه منهم ولا تنفعه طاعة من أطاعه منهم وقسم بينهم معايشهم ووضعهم في الدنيا مواضعهم وإنما أهبط الله آدم وحواء عليه السلام من الجنة عقوبة لما صنعا حيث نهاهما فخالفاه وأمرهما فعصياه.

فالمتقون فيها هم أهل الفضائل منطقهم الصواب وملبسهم الاقتصاد ومشيهم التواضع خشعوا لله عز وجل بالطاعة فتهبوا [١] فهم غاضون أبصارهم عما حرم الله عليهم واقفين أسماعهم على العلم نزلت أنفسهم منهم في البلاء كالتي نزلت منهم في الرخاء رضا منهم عن الله بالقضاء ولو لا الآجال التي كتبت عليهم لم تستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة عين شوقا إلى الثواب وخوفا من العقاب عظم الخالق في أنفسهم ووضع ما دونه في أعينهم.

فهم والجنة كمن رآها فهم فيها متكئون وهم والدار كمن رآها فهم فيها معذبون قلوبهم محزونة وشرورهم مأمونة وأجسادهم نحيفة وحوائجهم خفيفة وأنفسهم عفيفة ومئونتهم من الدنيا عظيمة.

صبروا أياما قصارا أعقبتهم راحة طويلة تجارة مربحة يسرها لهم رب كريم أرادتهم الدنيا فلم يريدوها وطلبتهم فأعجزوها.

أما الليل فصافون أقدامهم تالين لأجزاء القرآن يرتلونه ترتيلا يحزنون به أنفسهم ويستترون به [٢] ويهيج أحزانهم بكاء على ذنوبهم ووجع كلوم جراحهم وإذا مروا بآية فيها تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم وأبصارهم فاقشعرت منها


[١]فبهتوا خ ل.
[٢]فيستنيرون خ ل ، فيستثيرون خ ل ، فيستبشرون خ ل.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 67  صفحه : 342
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست