responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 67  صفحه : 317

استحفظ ولا ينسى ما ذكر ولا ينابز بالألقاب ولا يضار بالجار ولا يشمت بالمصائب ولا يدخل في الباطل ولا يخرج من الحق.

إن صمت لم يغمه صمته وإن ضحك لم يعل صوته وإن بغي عليه صبر حتى يكون الله هو الذي ينتقم له نفسه منه في عناء والناس منه في راحة أتعب نفسه لآخرته وأراح الناس من نفسه بعده عمن تباعد عنه زهد ونزاهة ودنوه ممن دنا منه لين ورحمة ليس تباعده بكبر وعظمة ولا دنوه بمكر وخديعة.

قال : فصعق همام صعقة كانت نفسه فيها فقال أمير المؤمنين عليه السلام أما والله لقد كنت أخافها عليه ثم قال هكذا تصنع المواعظ البالغة بأهلها فقال له قائل فما بالك أنت يا أمير المؤمنين فقال عليه السلام ويحك إن لكل أجل وقتا لا يعدوه وسببا لا يتجاوزه فمهلا لا تعد لمثلها فإنما نفث الشيطان على لسانك [١].

تبيين : قال الكيدري الهمام البعيد الهمة وكان السائل كاسمه وقال ابن أبي الحديد [٢] همام هو همام بن شريح بن يزيد بن مرة وكان من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام وأوليائه وكان ناسكا عابدا وتثاقله عن جوابه لأنه علم أن المصلحة في تأخير الجواب وكأنه حضر المجلس من لا يحب عليه السلام أن يجيب وهو حاضر ولعله بتثاقله عليه السلام يشتد شوق همام إلى سماع الموعظة ولعله من باب تأخير البيان إلى وقت الحاجة لا عن وقت الحاجة.

وقال ابن ميثم [٣] تثاقله عليه السلام لخوفه على همام كما يدل عليه قوله عليه السلام أما والله لقد كنت أخافها عليه وأقول هذا أظهر.

اتق الله وأحسن أي ليس عليك أن تعرف صفات المتقين على التفصيل ولعل الأصلح لك القناعة بما تعرفه مجملا من صفاتهم ومراعاة التقوى والإحسان وكأن المراد بالتقوى الاجتناب عما نهى الله عنه وبالإحسان فعل ما أمر الله به


[١]نهج البلاغة ج ١ ص ٤١٩ ط عبده مصر ، تحت الرقم ١٩١ من الخطب.
[٢]شرح النهج لابن أبي الحديد ط مصر ج ٢ ص ٥٤٧.
[٣]شرح النهج لابن ميثم ص ٣٦٤.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 67  صفحه : 317
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست