responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 63  صفحه : 162

نعته [١] كقوله « حَبَّ الْحَصِيدِ » [٢].

وأما قوله « ما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ » أي قدرة ومكنة وتسلط وقهر فأقهركم على الكفر والمعاصي وألجئكم إليها « إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ » إلا دعائي إليكم إلى الضلالة [٣] بوسوستي وتزييني والاستثناء منقطع أو متصل لأن قدرة الإنسان على حمل الغير على عمل من الأعمال تارة تكون بالقهر والقسر وتارة تكون بتقوية الداعية في قلبه بإلقاء الوساوس إليه فهذا نوع من أنواع التسليط [٤] إلا أن ظاهر هذه الآية يدل على أن الشيطان لا قدرة له على تصريع الإنسان ولا على تعويج أعضائه وجوارحه ولا على إزالة العقل عنه كما تقوله العوام والحشوية ثم قال « فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ » يعني ما كان مني إلا الدعاء والوسوسة وكنتم سمعتم دلائل الله وشاهدتم مجيء أنبياء الله فكان من الواجب عليكم أن لا تغتروا بقولي ولا تلتفتوا إلي فلما رجحتم قولي على الدلائل الظاهرة كان اللوم عليكم لا علي في هذا الباب.

وفي هذه الآية مسألتان الأولى قالت المعتزلة هذه الآية تدل على أشياء الأول أنه لو كان الكفر والمعصية من الله تعالى لوجب أن يقال فلا تلوموني ولا على أنفسكم فإن الله قضى عليكم الكفر وأجبركم عليه.

والثاني ظاهر هذه الآية تدل على أن الشيطان لا قدرة له على تصريع الإنسان وعلى تعويج أعضائه ولا على إزالة العقل عنه كما تقوله العوام والحشوية.

والثالث هذه الآية تدل على أن الإنسان لا يجوز ذمه ولومه وعقابه بسبب فعل الغير وعند هذا يظهر أنه لا يجوز عقاب أولاد الكفار بسبب كفر آبائهم.

وأجاب بعض الأصحاب عن هذه الوجوه بأن هذا قول الشيطان فلا يجوز التمسك


[١]في المصدر : [ الى نفسه ] والظاهر أنه مصحف من الطابع.
[٢]ق : ٩.
[٣]في المصدر : الا دعائى إياكم الى الضلالة.
[٤]في المصدر : من أنواع التسلط.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 63  صفحه : 162
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست