responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 60  صفحه : 388

فتصير أقدر على أفعالها بما لا ينضبط بالقياس كما وقع للصديقة مريم بنت عمران على نبينا وآله وعلى ابنها وعليها‌السلام حيث تمثل لها روح القدس بشرا سوي الخلق حسن الصورة فتأثر نفسها به فتحركت على مقتضى الجبلة وسري الأثر من الخيال في الطبيعة فتحركت شهوتها فأنزلت كما يقع في المنام من الاحتلام انتهى.

وأقول قد مر أن نفوذ إرادة الله سبحانه وقدرته في أمر لا يتوقف على حصول تلك الأسباب العادية حتى يتكلف أمثال تلك التكلفات التي ربما انتهى القول به إلى نسبة أمور إلى النساء المقدسات المطهرات لا يرضى الله بها والكف عنها أحوط وأحرى.

ثم قالوا ابتداء خلقه الجنين [١] هو حصول الماء في الرحم وشبه بالعجين إذا ألصق بالتنور ثم يتغير عن حاله قليلا ويشبه بالبذر إذا طرح في الأرض ويسمى نطفة ثم تحصل فيه نقط دموية من دم الحيض ويسمى علقة ثم يظهر فيه حمرة ظاهرة منه فيصير شبيها بالدم الجامد ويعظم قليلا ويهيج فيه ريح حارة ويسمى مضغة ثم يتم ويتميز فيه الأعضاء الرئيسة الثلاثة [٢] ويظهر لسائر الأعضاء رسوم خفية ويسمى جنينا ثم يظهر فيه رسوم سائر الأعضاء ويقوى ويصلب ويجري فيه الروح ويتحرك ويسمى صبيا ثم تنفصل الرسوم وتظهر الصورة وينبت الشعر ثم ينفتح لسانه وتتم خلقته وتكمل خلقة الذكر قبل خلقة الأنثى وإذا كمل لم يكتف بما


[١]والذي ثبت في علم الفسيولوجيا أن في منى الرجل حيوانات صغيرة جدا تسمى « اسبرماتزوئيد » وأن المرأة تبيض كل شهر في الرحم وتخرج بيضاتها بدم الحيض ، فإذا وصل منى الرجل باحدى تلك البيضات اجتمع الاسبرماتزوئيدات حولها ودخل أقواها فيها وربما دخل الاثنان او أكثر معا فيتعدد الجنين وعندئذ يحصل للبيضة حالة لا يمكن معها دخول سائر الاسبرماتزوئيدات ، وبعد ذلك لا يزال ينشأ وينمو ويتزايد بصيرورته بالانفصال اثنين ثم أربعة وهكذا ، ثم يظهر فيه نقطتان حمراوان إحداهما موضع القلب والأخرى موضع المخ ، ثم يظهر رسوم الأعضاء ثم صورها حتى يكتمل جميع الأعضاء وينفخ فيها الروح.
[٢]وهي القلب والكبد والمخ.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 60  صفحه : 388
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست