responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 60  صفحه : 315

وجعل الحيوان الأعجم دون الناطق وجعل الحيوان الناطق أفضل من الحيوان الأعجم وجعل الحيوان الجاهل الناطق دون الحيوان العالم الناطق وجعل الحيوان العالم الناطق المحجوج دون الحيوان العالم الحجة ويجب على هذا الترتيب أن المعرب المبين أفضل من الأعجم غير الفصيح ويكون المأمور المزجور مع تمام الشهوات وما فيهم من طباع حب اللذات ومنع النفس من الطلبات والبغيات ومع البلوى بعدو يمهل يمتحن بمعصيته إياه وهو يزينها له محسنا بوسوسته في قلبه وعينه أفضل من المأمور المزجور مع فقد آلة الشهوات وعدم معاداة هذا المتوصل له بتزيين المعاصي والوسوسة إليه ثم هذا الجنس نوعان حجة ومحجوج والحجة أفضل من المحجوج ولم يحجج آدم الذي هو أصل البشر بواحد من الملائكة تفضيلا من الله عز وجل إياه عليهم وحجج جماهير الملائكة بآدم فجعله العالم بما لم يعلموا وخصه بالتعليم ليبين لهم أن المخصوص بما خصه به مما لم يخصهم أفضل من غير المخصوص بما لم يخصه به وهذا الترتيب حكمة الله عز وجل فمن ذهب يروم إفسادها ظهر منه عناد من مذهبه وإلحاد في طلبه فانتهى الفضل إلى محمد 9لأنه ورث آدم وجميع الأنبياء ولأنه الاصطفاء الذي ذكره الله عز وجل فقال « إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ » [١] فمحمد الصفوة والخالص نجيب النجابة [٢] من آل إبراهيم فصار خير آل إبراهيم بقوله « ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ » واصطفى الله جل جلاله آدم ممن اصطفاه عليهم من روحاني وجسماني « وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ » وصلى الله على محمد وآله و « حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ».

قال الصدوق إنما أردت أن تكون هذه الحكاية في هذا الكتاب وليس قولي في إبليس إنه كان من الملائكة بل كان من الجن إلا أنه كان يعبد الله بين الملائكة وهاروت وماروت ملكان وليس قولي فيهما قول أهل الحشو بل كانا عندي معصومين


[١]آل عمران : ٣٣.
[٢]في المصدر : النجباء.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 60  صفحه : 315
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست