تفسير « وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ » إنما نسب إليه سبحانه مع أنه من أعمال العباد لأنه لو لا أنه تعالى خلق الأشجار الصلبة التي منها يمكن تركيب السفن ولو لا خلقة الحديد وسائر الآلات ولو لا تعريفه العباد كيف يتخذونها ولو لا أنه تعالى خلق الماء على صفة السلاسة التي باعتبارها يصح جري السفينة فيه ولو لا خلقه تعالى الرياح وخلق الحركات القوية فيها ولو لا أنه وسع الأنهار وجعل لها من العمق ما يجوز جري السفن فيها لما وقع الانتفاع بالسفن فصار لأجل أنه تعالى هو الخالق لهذه الأحوال وهو المدبر لهذه الأمور والمسخر لها حسنت إضافته إليه وقيل لما كان يجري على وجه الماء كما يشتهيه الملاح صار كأنه حيوان مسخر له « بِأَمْرِهِ » أي بقدرته وإرادته.