responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 6  صفحه : 255

ما أنت بأسمع منهم ، وما بينهم وبين أن تأخذهم الملائكة بمقامع الحديد [١] إلا أن أعرض بوجهي هكذا عنهم.

وعن أميرالمؤمنين صلوات الله عليه أنه ركب بعد انفصال الامر من حرب البصرة فصار يتخلل بين الصفوف حتى مر على كعب بن سورة ـ وكان هذا قاضي البصرة ولاه إياها عمر بن الخطاب فأقام بها قاضيا بين أهلها زمن عمر وعثمان ، فلما وقعت الفتنة بالبصرة علق في عنقه مصحفا وخرج بأهله وولده يقاتل أميرالمؤمنين 7 فقتلوا بأجمعهم ـ فوقف عليه أميرالمؤمنين وهو صريع بين القتلى فقال : أجلسوا كعب بن سورة ، فاجلس بين نفسين ، فقال : ياكعب بن سورة قد وجدت ما وعدني ربي حقا ، فهل وجدت ما وعدك ربك حقا؟ ثم قال : اضجعوا كعبا ، وسار قليلا فمر بطلحة بن عبدالله صريعا فقال : أجلسوا طلحة ، فأجلسوه ، فقال : يا طلحة قد وجدت ما وعدني ربي حقا فهل وجدت ما وعدك ربك حقا؟ ثم قال : اضجعوا طلحة ، فقال له رجل من أصحابه : يا أميرالمؤمنين ما كلامك لقتيلين لا يسمعان منك؟ فقال : يا رجل فوالله لقد سمعا كلامي كما سمع أهل القليب كلام رسول الله 9 ، وهذا من الاخبار الدالة على أن بعض من يموت ترد إليه روحه لتنعيمة أو لتعذيبه ، وليس ذلك بعام في كل من يموت بل هو على ما بيناه. انتهى كلامه رحمه الله.

وأقول : أما تشنيعه على الصدوق رحمه الله بالقول بسبق الارواح فسيأتي في كتاب السماء والعالم أخبار مستفيضة في ذلك ولا استبعاد فيه ، ولم يقم برهان تام على نفيه ، وما ذكره من أنه لابد أن يذكر الانسان تلك الحالة فغير مسلم مع بعد العهد وتخلل حالة الجنينية والطفولية وغيرهما بينهما ، ولا استبعاد في أن ينسيه الله تعالى ذلك لكثير من المصالح ، مع أنا لا نذكر أكثر أحوال الطفولية فأي استبعاد في نسيان ما قبلها؟ وأما القول ببقاء الارواح فقد قال رحمه الله به في بعضها فأي استبعاد في القول بذلك في جميعها؟ وما ذكره من الاخبار لا يدل على فناء الارواح الملهو عنهم ، بل على


[١]في نسخة : بمقامع من حديد. والمقامع جمع المقمعة ، وهى خشبة أو حديدة يضرب بها الانسان ليذل.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 6  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست