responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 59  صفحه : 363

وبمقدار ما علمنا من حاجاتهم ومصالحهم « فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ » قيل جعلناه ثابتا في الأرض قال ابن عباس أنزل الله تعالى من الجنة خمسة أنهار سيحون وجيحون ودجلة والفرات والنيل ثم يرفعها عند خروج يأجوج ومأجوج ويرفع أيضا القرآن « وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ » أي كما قدرنا على إنزاله نقدر على رفعه وإزالته ولما نبه سبحانه على عظم نعمته بخلق الماء ذكر بعده النعم الحاصلة من الماء فقال « فَأَنْشَأْنا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ » وإنما خصهما لكثرة منافعهما فإنهما يقومان مقام الطعام ومقام الإدام ومقام الفاكهة رطبا ويابسا وقوله « لَكُمْ فِيها فَواكِهُ كَثِيرَةٌ » أي في الجنات فكما أن فيها النخيل والأعناب فيها الفواكه الكثيرة وقوله « وَمِنْها تَأْكُلُونَ » قال الزمخشري يجوز أن يكون هذا من قولهم فلان يأكل من حرفة يحترفها ومن صنعة فعلها يعنون أنها طعمته وجهته التي يحصل منها رزقه كأنه قال وهذه الجنات وجوه أرزاقكم ومعاشكم منها تتعيشون [١].

« أَلَمْ تَرَ » بعين عقلك ولم تعلم « أَنَّ اللهَ يُزْجِي سَحاباً » أي يسوقه ومنه البضاعة المزجاة فإنها يزجيها كل أحد « ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ » بأن يكون قزعا فيضم بعضها إلى بعض وبهذا الاعتبار صح بينه إذ المعنى بين أجزائه « ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكاماً » أي متراكما بعضه على بعض « فَتَرَى الْوَدْقَ » أي المطر « يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ » أي من فتوقه جمع خلل كجبال في جبل « وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ » قيل أي من الغمام وكل ما علاك فهو سماؤك « مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ » قيل أي قطع عظام تشبه الجبال في عظمها أو جمودها من برد بيان للجبال والمفعول محذوف أي ينزل حينئذ ماء من السماء من جبال ويجوز أن تكون من الثانية والثالثة للتبعيض واقعة موقع المفعول وقيل المراد بالسماء المظلة وفيها جبال من برد كما في الأرض جبال من حجر وعليه ظواهر كثير من الأخبار ولم يدل دليل قاطع على نفيه.

قال الرازي : قال أهل الطبائع إن تكون السحاب والمطر والثلج


[١]مفاتيح الغيب : ج ٥ ، ص ٢٧٨.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 59  صفحه : 363
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست