responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 59  صفحه : 212

يستحقه من النعيم فيجد لذتها منه في الجواب وينزل جل جلاله على من يريد تعذيبه في البرزخ ملكين اسمهما [١] ناكر ونكير فيوكلهما بعذابه ويكون الغرض في مساءلتهما له استخراج علامة استحقاقه من العقاب بما يظهر في جوابه من التلجلج عن الحق أو الخبر عن سوء اعتقاد أو إبلاسه وعجزه عن الجواب وليس ينزل الملكان من أصحاب القبور إلا على ما ذكرناه.

وأما ما ذكره السيد الداماد ; تبعا للفلاسفة حيث قال من الدائر على الألسن أن وصف القرآن بالنزول التي لا يتصف به إلا المتحيز بالذات دون الأعراض وسيما غير القارات كالأصوات إنما هو بتبعية محله سواء أخذ حروفا ملفوظة أو معاني محفوظة وهو الملك الذي يتلقف الكلام من جناب الملك العلام تلقفا سماعيا أو يتلقاه تلقيا روحانيا أو يتحفظه من اللوح المحفوظ ثم ينزل به على الرسول ولا يتمشى هذا النمط إلا على القول بتجسم الملائكة وإنما الخارجون عن دائرة التحصيل ممشاهم ذلك فأما ما هو صريح الحق وعليه الحكماء الإلهيون والمحصلون من أهل الإسلام أن الملائكة على قبائل سفلية وعلوية أرضية وسماوية جسمانية وقدسانية وفي القبائل شعوب وطبقات كالقوى المنطبعة والطبائع الجوهرية وأرباب الأنواع والنفوس المفارقة السماوية والجواهر العقلية القادسية [٢] بطبقات أنواعها وأنوارها ومنها روح القدس النازل بالوحي النافث في أرواح أولي القوة القدسية بإذن الله سبحانه « وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ » [٣] وفي الحديث عنه عليه السلام أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع قدم إلا وفيه ملك ساجد أو راكع. فالأمر غير خفي اللهم إلا أن يسمى ظهورهم العقلاني لنفوس الأنبياء عليهم السلام نزولا تشبيها للهيولى العقلي والاعتلاق الروحاني بالنزول الحسي والاتصال المكاني فيكون قولنا نزول الملك


[١]في بعض النسخ : اسماهما.
[٢]القادسة ( ظ ).
[٣]المدثر : ٣١.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 59  صفحه : 212
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست