responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 57  صفحه : 177

أشار إليه فقد حده ، ومن حده فقد عده ، ومن قال « فيم؟ » فقد ضمنه ، ومن قال « على م؟ » فقد أخلى منه ، كائن لاعن حدث ، موجود لاعن عدم ، مع كل شئ لا بمقارنة ، وغير كل [١] شئ لا بمزايلة ، فاعل لا بمعنى الحركات والآلة ، بصير إذلا منظور إليه من خلقه متوحد إذ لا سكن يستأنس به ولا يستوحش لفقده ، أنشأ الخلق إنشاء وابتدأه ابتداء ، بلا روية أجالها ، ولا تجربة استفادها ، ولا حركة أحدثها ، ولا همامة نفس اضطراب فيها أحال الاشياء لاوقاتها ولاءم بين مختلفاتها ، وغرز غرائزها وألزمها أشباحها ، عالما [ بها ] قبل ابتدائها ، ومحيطا بحدودها وانتهائها ، عارفا بقرائنها وأحنائها ، ثم أنشأ سبحانه فتق الاجواء ، وشق الارجاء ، وسكائك الهواء فأجرى [٢] فيها ماء متلاطما تياره ، متراكما زخاره ، حمله على متن الريح العاصفة والزعزع القاصفة ، فأمرها برده ، وسلطها على شده ، وقرنها على حده : الهواء من تحتها فتيق ، والماء من فوقها دفيق [٣] ثم أنشأ سبحانه ريحا اعتقم مهبها وأدام مربها وأعصف مجريها ، وأبعد منشأها ، فأمرها بتصفيق الماء الزخار وإثارة موج البحار فمخضته مخض السقاء ، وعصفت به عصفها بالفضاء ، ترد أوله على آخره ، وساجيه على مائره حتى عب عبابه ورمى بالزبد ركامه ، فرفعه في هواء منفتق ، وجو منفهق فسوى منه سبع سماوات جعل سفلاهن موجا مكفوفا ، وعلياهن سقفا محفوظا وسمكا مرفوعا بغير عمد يدعمها ، ولا دسار ينتظمها ، ثم زينها بزينة الكواكب ، وضياء الثواقب فأجرى فيها سراجا مستطيرا ، وقمرا منيرا ، في فلك دائر ، وسقف سائر ، ورقيم مائر ، ثم فتق ما بين السماوات العلى ، فملاهن أطوارا من ملائكته ، منهم سجود لا يركعون ، وركوع لا ينتصبون ، وصافون لا يتزايلون ، ومسبحون لا يسأمون لا يغشاهم نون العيون [٤] ، ولا سهو العقول ، ولا فترة الابدان ، ولا غفلة النسيان


[١]وبائن عن كل شئ ( خ ).
[٢]في المصدر : فأجاز.
[٣]كذا في المصدر وهو الحصيح ظاهرا : وفي المخطوطة « رقيق » وفي اخرى « دقيق ».
[٤]في المصدر : العين.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 57  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست