responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 57  صفحه : 112

على أكنافها ، فجر ينابيع العيون من عرانين انوفها ، وفرقها في سهوب بيدها وأخاديدها ، وعدل حركاتها بالراسيات من جلاميدها ، وذوات الشناخيب الشم من صياخيدها ، فسكنت من الميدان برسوب الجبال في قطع أديمها وتغلغلها متسربة في جوبات خياشيمها ، وركوبها أعناق سهول الارضين وجراثيمها ، وفسح بين الجو وبينها ، وأعد الهواء متنسما لساكنها [١] ، وأخرج إليها أهلها على تمام مرافقها ، ثم لم يدع جرز الارض التي تقصر مياه العيون عن روابيها ، و لا تجد جداول الانهار ذريعة إلى بلوغها ، حتى أنشألها ناشئة سحاب تحيي مواتها وتستخرج نباتها الف غمامها ، بعد افتراق لمعه ، وتباين قزعه ، حتى إذا تمخضت لجة المزن فيه ، والتمع برقة في كففه ، ولم ينم وميضه في كنهور ربابه ، ومتراكم سحابه ، أرسله سحا متداركا قد اسف هيدبه تمر به الجنوب درر أهاضيبه ودفع شئابيبه ، فلما ألقت السحاب برك بوانيها ، وبعاع ما استقلت به من العب المحمول عليها ، أخرج به من هوامل [٢] الارض النبات ، ومن زعر الجبال الاعشاب ، فهى تبهج بزينة رياضها ، وتزدهي بما ألبسته من ربط أزاهيرها ، وحلية ما شمطت [٣] به من ناضر أنوارها ، وجعل ذلك بلاغا للانام ، ورزقا للانعام وخرق الفاج في آفاقها وأقام المنار للسالكين على جواد طرقها ، فلما مهد أرضه وأنفذ أمره اختار آدم 7 خيره من خلقه ، وجعله أول جبلته ، وأسكن [٤] جنته ، وأرغد فيها أكله ، وأوعز إليه فيما نهاه عنه ، وأعلمه أن في الاقدام عليه التعرض لمعصيته والمخاطرة بمنزلته ، فأقدم على ما نهاه عنه موافاة لسابق علمه ، فأهبطه بعد التوبة ليعمر أرضه بنسله ، وليقيم الحجة به على عباده ، ولم يخلهم بعد أن قبضه مما يؤكد عليهم حجة ربوبيته ، ويصل بينهم و بين معرفته ، بل تعاهدهم بالحجج على ألسن الخيرة


[١]لساكنيها « خ ».
[٢]في بعض النسخ : « هوامد الارض » وهو الاظهر.
[٣]في المصدر : سمطت. وسيأتى من المؤلف رحمه الله ذكر النسختين وبيان معناهما.
[٤]في بعض النسخ : أسكنه.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 57  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست