نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 52 صفحه : 70
يا عيسى فخبر أولياءنا ما رأيت ، وإياك أن تخبر عدونا فتسلبه ، فقلت : يا مولاي ادع لي بالثبات فقال : لو لم يثبتك الله ما رأيتني ، وامض بنجحك راشدا فخرجت أكثر حمدالله وشكرا.
٥٥ ـ أقول : روى السيد علي بن عبدالحميد في كتاب السلطان المفرج عن أهل الايمان عند ذكر من رأى القائم 7 قال : فمن ذلك ما اشتهرو ذاع ، وملا البقاع ، وشهد بالعيان أبناء الزمان ، وهو قصة أبوراجح الحمامي بالحلة وقد حكى ذلك جماعة من الاعيان الاماثل وأهل الصدق الافاضل.
منهم الشيخ الزاهد العابد المحقق شمس الدين محمد بن قارون سلمه الله تعالى قال : كان الحاكم بالحلة شخصا يدعى مرجان الصغير ، فرفع إليه أن أبا راجح هذا يسب الصحابة ، فأحضره وأمر بضربه فضرب ضربا شديدا مهلكا على جميع بدنه ، حتى أنه ضرب على وجهه فسقطت ثناياه واخرج لسانه فجعل فيه مسلة من الحديد [١] ، وخرق أنفه ، ووضع فيه شركة من الشعر وشد فيها حبلا وسلمه إلى جماعة من أصحابه وأمرهم أن يدوروابه أزقة الحلة ، والضرب يأخذ من جميع جوانبه ، حتى سقط إلى الارض وعاين الهلاك.
فاخبر الحاكم بذلك ، فأمر بقتله ، فقال الحاضرون : إنه شيخ كبير ، وقد حصل له ما يكفيه ، وهو ميت لما به فاتركه وهو يموت حتف أنفه ، ولا تتقلد بدمه وبالغوا في ذلك حتى أمر بتخليته وقد انتفخ وجهه ولسانه ، فنقله أهله في الموت ولم يشك أحد أنه يموت من ليلته.
فلما كان من الغد غدا عليه الناس فاذا هو قائم يصلي على أتم حالة ، وقد عادت ثناياه التي سقطت كما كانت ، واندملت جراحاته ، ولم يبق لها أثر والشجة قد زالت من وجهه.
فعجب الناس من حاله وساءلوه عن أمره فقال : إني لما عاينت الموت ، ولم
[١]المسلة : الابرة العظيمة التى تخاط بها العدول ونحوها يقال لها بالفارسية « جوالدوز »
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 52 صفحه : 70