responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 52  صفحه : 10

كلا أطلب به عيان الامام ، فلم أجد إلى ذلك سبيلا ، فبينا أنا ليلة نائم في مرقدي إذ رأيت قائلا يقول : يا علي بن إبراهيم قد أذن الله لي في الحج ، فلم أعقل ليلتي حتى أصبحت فأنا مفكر في أمري أرقب الموسم اليلي ونهاري.

فلما كان وقت الموسم أصلحت أمري وخرجت متوجها نحو المدينة فما زلت كذلك حتى دخلت يثرب فسألت عن آل أبي محمد 7 فلم أجد له أثرا ولا سمعت له خبرا فأقمت مفكرا في أمري حتى خرجت من المدينة اريد مكة ، فدخلت الجحفة وأقمت بها يوما وخرجت منها متوجها نحو الغدير ، وهو على أربعة أميال من الجحفة فلما أن دخلت المسجد صليت وعفرت واجتهدت في الدعاء وابتهلت إلى الله لهم وخرجت اريد عسفان فمازلت كذلك حتى دخلت مكة فأقمت بها أياما أطوف البيت واعتكفت.

فبينا أنا ليلة في الطواف إذا أنا بفتى حسن الوجه ، طيب الرائحة ، يتبختر في مشيته ، طائف حول البيت ، فحس قلبي به ، فقمت نحوه فحككته ، فقال لي : من أين الرجل؟ فقلت : من أهل العراق فقال لي : من أي العراق؟ قلت : من الاهواز ، فقال لي : تعرف بها [ ابن ] الخضيب فقلت ; دعي فأجاب ، فقال : ; ، فما كان أطول ليلته ، وأكثر تبتله ، وأغزر دمعته ، أفتعرف علي بن إبراهيم المازيار؟ فقلت : أنا علي بن إبراهيم [١] فقال : حياك الله أبا الحسن ما فعلت بالعلامة التي بينك وبين أبي محمد الحسن بن علي؟ فقلت : معي قال : أخرجها فأدخلت يدي في جيبي فاستخرجتها ، فلما أن رآها لم يتمالك أن تغرغرت عيناه [٢] وبكى منتحبا حتى بل أطماره ثم قال : اذن لك الآن يا ابن المازيار ، صر إلى رحلك ، وكن على اهبة من أمرك ، حتى إذا لبس الليل جلبابه وغمر الناس ظلامه ، صر إلى شعب بني عامر! فانك ستلقاني هناك.

فصرت إلى منزلي فلما أن حسست بالوقت أصلحت رحلي وقدمت راحلتي


[١]ينبئ كلامه هذا أن مهزيار اصله مأزيار. فتحرر.
[٢]يقال : تغرغرت عينه بالدمع اذا تردد فيها الدمع.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 52  صفحه : 10
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست