نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 50 صفحه : 320
يا إسحاق أن من خرج من هذه الحياة الدنيا أعمى فهو في الاخرة أعمى وأضل سبيلا.
إنها يا ابن اسماعيل ليس تعمى الابصار ، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور وذلك قول الله عزوجل في محكم كتابه للظالم ، رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا « قال الله عزوجل « كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى » [١] وأي آية يا إسحاق أعظم من حجة الله عزوجل على خلقه ، وأمينه في بلاده ، و شاهد على عباده ، من بعد ما سلف من آبائه الاولين من النبيين وآبائه الاخرين من الوصيين ، عليهم أجمعين رحمة الله وبركاته.
فأين يتاه بكم؟ وأين تذهبون كالا نعام على وجوهكم؟ عن الحق تصدفون وبالباطل تؤمنون ، وبنعمة الله تكفرون ، أو تكذبون ، فمن يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم ومن غير كم إلا خزي في الحياة الدنيا الفانية ، وطول عذاب الاخرة الباقية ، وذلك والله الخزي العظيم.
إن الله بفضله ومنه لما فرض عليكم الفرائض ، لم يفرض ذلك عليكم لحاجة منه إليكم ، بل رحمة منه لا إله إلا هو عليكم ، ليميز الله الخبيث من الطيب وليبتلي ما في صدور كم ، وليمحص ما في قلوبكم ولتألفوا [٢] إلى رحمته ، ولتتفاضل منارلكم في جنته.
ففرض عليكم الحج والعمرة وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والصوم ، و الولاية ، وكفابهم لكم بابا ليفتحوا أبواب الفرائض ، ومفتاحا إلى سبيله ، ولولا محمد 9 والاوصياء من بعده لكنتم حيارى كالبهائم ، لاتعرفون فرضا من الفرائض وهل يدخل قرية إلا من بابها.
فلما من عليكم باقامة الاولياء بعد نبيه ، قال الله عزوجل لنبيه 9