نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 46 صفحه : 82
ثم بكى وقال : سبحانك تعصى كأنك لاترى ، وتحلم كأنك لم تعص تتودد إلى خلقك بحسن الصنيع كأن بك الحاجة إليهم ، وأنت يا سيدي الغني عنهم ثم خر إلى الارض ساجدا؟ قال : فدنوت منه وشلت برأسه ووضعته على ركبتي وبكيت حتى جرت دموعي على خده ، فاستوى جالسا وقال : من الذي أشغلني عن ذكر ربي؟ فقلت : أنا طاوس يا ابن رسول الله ما هذا الجزع والفزع؟ ونحن يلزمنا أن نفعل مثل هذا ونحن عاصون جانون ، أبوك الحسين بن علي وامك فاطمة الزهراء ، وجدك رسول الله 9!؟ قال : فالتفت إلي وقال : هيهات هيهات يا طاوس دع عني حديث أبي وامي وجدي خلق الله الجنة لمن أطاعه وأحسن ، ولو كان عبدا حبشيا ، وخلق النار لمن عصاه ولو كان ولدا قرشيا أما سمعت قوله تعالى « فاذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون » [١] والله لا ينفعك غدا إلا تقدمة تقدمها من عمل صالح [٢].
بيان : قوله 7 : زرية بتقديم المعجمة من قولهم زرى عليه أى عابه وعاتبه وشلت بالشئ بضم الشين أي رفعته.
٧٦ ـ قب : وكفاك من زهده الصحيفة الكاملة والندب المروية عنه 7.
فمنها ما روى الزهري : يا نفس حتام إلى الحياة سكونك ، وإلى الدنيا وعمارتها ركونك ، أما اعتبرت بمن مضى من أسلافك ، ومن وارته الارض من آلافك ، ومن فجعت به من إخوانك.
شعر :
فهم في بطون الارض بعد ظهورها
محاسنهم فيها بوال دواثر
خلت دورهم منهم وأقوت عراصهم
وساقتهم نحو المنايا المقادر
[١]سورة المؤمنون الاية : ١٠١.
[٢]مناقب ابن شهر آشوب ج ٣ ص ٢٩١.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 46 صفحه : 82