نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 46 صفحه : 308
أبيضها وأسودها وأحمرها من أين ورثتم ما ليس لغيركم؟ ورسول الله 9 مبعوث إلى الناس كافة وذلك قول الله تبارك وتعالى « ولله ميراث السموات والارض » [١] إلى آخر الآية فمن أين ورثتم هذا العلم وليس بعد محمد نبي ولا أنتم أنبياء؟ فقال : من قوله تبارك وتعالى لنبيه 9 « لاتحرك به لسانك لتعجل به » [٢] الذي لم يحرك به لسانه لغيرنا أمره الله أن يخصنا به من دون غيرنا فلذلك كان ناجى أخاه عليا من دون أصحابه فأنزل الله بذلك قرآنا في قوله « وتعيها اذن واعية » [٣] فقال رسول الله 9 لاصحابه : سألت الله أن يجعلها اذنك يا علي ، فلذلك قال علي بن أبي طالب صلوات الله عليه بالكفوة : علمني رسول الله 9 ألف باب من العلم ففتح كل باب ألف باب ، خصه رسول الله 9 من مكنون سره بما يخص أميرالمؤمنين أكرم الخلق عليه ، فكما خص الله نبيه 9 خص نبيه 9 أخاه عليا من مكنون سره بما لم يخص به أحدا من قومه ، حتى صار إلينا فتوارثنا من دون أهلنا.
فقال هشام بن عبدالملك : إن عليا كان يدعي علمى الغيب والله لم يطلع على غيبه أحدا ، فمن أين ادعى ذلك؟ فقال أبي : إن الله جل ذكره أنزل على نبيه 9 كتابا بين فيه ما كان وما يكون إلى يوم القيامة في قوله تعالى « ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين » [٤] وفي قوله : « وكل شئ أحصيناه في إمام مبين » [٥] وفي قوله : « ما فرطنا في الكتاب من شئ » [٦] وأوحى الله إلى نبيه 9 أن لا يبقي في غيبه وسره ومكنون علمه شيئا إلا يناجي به عليا ، فأمره أن يؤلف القرآن من بعده ويتولى غسله وتكفينه وتحنيطه