responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 44  صفحه : 353

فقال له محمد بن الاشعث : إنك لا تكذب ولا تغر ولا تخدع إن القوم بنوا عمك ، وليسوا بقاتليك ، ولا ضائريك ، وكان قد اثخن بالحجارة ، وعجز عن القتال فانتهز [١] واستند ظهره إلى جنب تلك الدار فأعاد ابن الاشعث عليه القول : لك الامان ، فقال : آمن أنا؟ قال : نعم ، فقال للقوم الذين معه ألي الامان؟ قال القوم له : نعم ، إلا عبيد الله بن العباس السلمي فانه قال : لا ناقة لي في هذا ولا جمل [٢] ثم تنحى.

فقال مسلم : أما لو تأمنوني ما وضعت يدي في أيديكم ، فأتى ببغلة فحمل عليها ، واجتمعوا حوله ونزعوا سيفه ، وكأنه عند ذلك يئس من نفسه ، فدمعت عيناه م ثم قال : هذا أول الغدر ، فقال له محمد بن الاشعث : أرجو أن لا يكون عليك بأس قال : وما هو إلا الرجاء؟ أين أمانكم؟ إنا لله وإنا إليه راجعون ، وبكى ، فقال له عبيد الله بن العباس : إن من يطلب مثل الذي طلبت إذا ينزل به مثل ما نزل بك لم يبك ، قال : والله إني ما لنفسي بكيت ، ولا لها من القتل أرثي ، وإن كنت لم احب لها طرفة عين تلفا ، ولكني أبكي لاهلي المقبلين ، إني أبكي للحسين وآل الحسين 7.

ثم أقبل على محمد بن الاشعث فقال : يا عبدالله إني أراك والله ستعجز عن أماني فهل عندك خير : تستطيع أن تبعث من عند رجلا على لساني أن يبلغ حسينا فاني لا أراه إلا وقد خرج اليوم أو خارج غدا وأهل بيته ، ويقول له : إن ابن عقيل بعثني إليك وهو أسير في يد القوم لا يرى أنه يمسي حتى يقتل ، وهو يقول لك :


في المصدر : فانبهر : أى انقطع نفسه من شدة السعى والقتال.
[٢]قال الميداني : أصل المثل [ لا ناقتى في هذا ولا جملى ] للحارث بن عباد ، حين قتل جساس بن مرة كليبا. وهاجت الحرب بين الفريقين. وكان الحارث اعتزلهما. قال وقال بعضهم ان أول من قال ذلك الصدوف بنت حليس العذرية على ما سيجيئ بيانه مختصرا عند ايضاح المصنف لغرائب الحديث. راجع مجمع الامثال ج ٢ ص ٢٢٠ تحت الرقم ٣٥٣٩.

نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 44  صفحه : 353
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست