نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 44 صفحه : 350
من عشيتكم ، أن يحرم ذريتكم العطاء ، ويفرق مقاتليكم في مفازي الشام ، وأن يأخذ البرئ منكم بالسقيم ، والشاهد بالغائب ، حتى لا يبقى له بقية من أهل المعصية إلا أذاقها وبال ما جنت أيديها ، وتكلم الاشراف بنحو من ذلك.
فلما سمع الناس مقالتهم أخذوا يتفرقون وكانت المرأة تأتي ابنها أو أخاها فتقول : انصرف! الناس يكفونك ، ويجيئ الرجل إلى ابنه أو أخيه ويقول : غدا تأتيك أهل الشام ، فما تصنع بالحرب والشر؟ انصرف! فيذهب به فينصرف ، فما زالوا يتفرقون حتى أمسى ابن عقيل ، وصلى المغرب وما معه إلا ثلاثون نفسا في المسجد.
فلما رأى أنه قد أمسى وليس معه إلا اولئك النفر ، وخرج متوجها إلى أبواب كندة فلم يبلغ الابواب إلا ومعه منهم عشرة ثم خرج من الباب وإذا ليس معه إنسان يدله ، فالتفت فاذا هو لا يحس أحدا يدله على الطريق ، ولا يدله على منزله ، ولا يواسيه بنفسه إن عرض له عدو ، فمضى على وجهه متلددا في أزقة الكوفة لا يدري أين يذهب؟ حتى خرج إلى دور بني جبلقة من كندة ، فمضى حتى أتى إلى باب امرأة يقال لها طوعة ام ولد كانت للاشعث بن قيس ، وأعتقها وتزوجها أسيد الحضرمي فولدت له بلالا ، وكان بلال قد خرج مع الناس ، وامه قائمة تنتظره.
فسلم عليها ابن عقيل فردت 7 فقال لها : يا أمة الله اسقيني ماء فسقته وجلس ودخلت ثم خرجت فقالت : يا عبدالله ألم تشرب؟ قال : بلى قالت : فاذهب إلى أهلك ، فسكت ، ثم أعادت مثل ذلك ، فسكت ، ثم قالت في الثالثة : سبحان الله يا عبدالله قم عافاك الله إلى أهلك فانه لا يصلح لك الجلوس على بابي ولا احله لك ، فقام وقال : يا أمة الله ما لي في هذا المصر أهل ولا عشيرة ، فهل لك في أجر ومعروف ، ولعلي مكافيك بعد هذا اليوم ، قالت : يا عبدالله وما ذاك؟ قال : أنا مسلم بن عقيل كذبني هؤلاء القوم ، وغروني وأخرجوني ، قالت : أنت مسلم؟! قال : نعم ، قالت : ادخل.
فدخل إلى بيت دارها غير البيت الذي تكون فيه ، وفرشت له وعرضت عليه العشاء فلم يتعش ، ولم يكن بأسرع من أن جاء ابنها فرآها تكثر الدخول في
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 44 صفحه : 350