نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 44 صفحه : 308
فعاش يوما أو بعض يوم ومات ;.
قال : وحكي أن موسى بن عمران رآه إسرائيلي مستعجلا وقد كسته الصفرة واعترى بدنه الضعف ، وحكم بفرائصه الرجف ، وقد اقشعر جسمه ، وغارت عيناه ونحف ، لانه كان إذا دعاه ربه للمناجاة يصير عليه ذلك من خيفة الله تعالى ، فعرفه الاسرائيلي وهو ممن آمن به ، فقال له : يا نبي الله أذنبت ذنبا عظيما فاسأل ربك أن يعفو عني فأنعم ، وسار ،
فلما ناجى ربه قال له : يارب العالمين أسألك وأنت العالم قبل نطقي به فقال تعالى : ياموسى ما تسألني اعطيك ، وما تريد أبلغك ، قال : رب إن فلانا عبدك الاسرائيلي أذنب ذنبا ويسألك العفو ، قال : ياموسىأعفوعمناستغفرنيإلاقاتلالحسين ،
قالموسى : يارب ومن الحسين؟ قال له : الذي مر ذكره عليك بجانب الطور ، قال : يارب ومن يقتله؟ قال يقتله امة جده الباغية الطاغية في أرض كربلا وتنفر فرسه وتحمحم وتصهل ، وتقول في صهيلها : الظليمة الظليمة من امة قتلت ابن بنت نبيها فيبقى ملقى على الرمال من غير غسل ولا كفن ، وينهب رحله ، ويسبى نساؤه في البلدان ، ويقتل ناصره ، وتشهر رؤسهم مع رأسه على أطراف الرماح ياموسى صغيرهم يميته العطش ، وكبيرهم جلده منكمش ، يستغيثون ولا ناصر ويستجيرون لا خافر [١].
قال : فبكى موسى7 وقال : يارب وما لقاتليه من العذاب؟ قال : ياموسى عذاب يستغيث منه أهل النار بالنار ، لا تنالهم رحمتي ، ولا شفاعة جده ، ولو لم تكن كرامة له لخسفت بهم الارض.
قالموسى برئت إليك اللهم منهم وممن رضي بفعالهم ، فقال سبحانه : ياموسى كتبت رحمة لتابعيه من عبادي ، واعلم أنه من بكا عليه أو أبكا أو تباكى حرمت جسده على النار.