نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 43 صفحه : 192
ثم بكيا جميعا ساعة وأخذ علي رأسها وضمها إلى صدره ثم قال : أوصيني بما شئت فانك تجدني فيها أمضي كما أمرتني به وأختار أمرك على أمري.
ثم قالت : جزاك الله عني خير الجزاء يا ابن عم رسول الله اوصيك أولا أن تتزوج بعدي بابنة [ اختي ] [١] أمامة فانها تكون لولدي مثلي فان الرجال لابدلهم من النساء.
قال : فمن أجل ذلك قال أميرالمؤمنين 7 : أربع ليس لي إلى فراقه سبيل ، بنت [ أبي العاس ] [٢] أمامة أوصتني بها فاطمة بنت محمد 9.
ثم قالت : اوصيك يا ابن عم أن تتخذلي نعشا فقد رأيت الملائكة صوروا صورته فقال ها : صفيه لي فوصفته فاتخذه لها فأول نعش عمل على وجه الارض ذاك وما رأى أحد قبله ولا عمل أحد.
ثم قالت : اوصيك أن لايشهد أحد جنازتي من هؤلاء الذين ظلموني وأخذوا حقي فانهم عدوي وعدو رسول الله 9 ولا تترك أن يصلي علي أحد منهم ، ولا من أتباعهم ، وادفني في الليل إذا هدأت العيون ونامت الابصار ثم توفيت صلوات الله عليها وعلى أبنيها وبعلها وبنيها.
فصاحت أهل المدينة صيحة واحدة واجتمعت نساء بني هاشم في دارها ، فصرخوا صرخة واحدة كادت المدينة أن تتزعزع من صراخهن وهن يقلن : ياسيدتاه! يا بنت رسول الله! وأقبل الناس مثل عرف الفرس إلى علي 7 : وهو جالس والحسن والحسين 8 بين يديه يبكيان ، فبكى الناس لبكائهما.
وخرجت ام كلثوم وعليها برقعة وتجر ذيلها متجللة برداء عليها تسبجها وهي تقول : يا أبتاه يارسول الله الان حقا فقدناك ، فقدا لا لقاء بعده أبدا.
واجتمع الناس فجلسوا وهم يضجون وينتظرون أن تخرج الجنازة فيصلون عليها ، وخرج أبوذر وقال : انصرفوا فان ابنة رسول الله 9 قد اخر إخراجها في هذه العشية فقام الناس وانصرفوا.
[١]و
[٢] قد عرفت فيما سبق وجه هذه الزيادة فراجع ص ١٨٢.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 43 صفحه : 192