قال : فلم يبق أحد في المسجد إلا انتحب وبكى لبكائها ، وكل من كان حاضرا من عدو وصديق ، ولم أر باكية ولا باكيا أكثر من ذلك اليوم.
أقول : روى البرسي في مشارق الانوار عن محدثي أهل الكوفة أن أميرالمؤمنين 7 لما حمله الحسن والحسين 8 على سريره إلى مكان البئر المختلف فيه إلى نجف الكوفة وجدوا فارسا يتضوع منه رائحة المسك ، فسلم عليهما ثم قال للحسن 7 : أنت الحسن بن علي رضيع الوحي والتنزيل وفطيم العلم والشرف الجليل خليفة أميرالمؤمنين وسيد الوصيين؟ قال : نعم ، قال : وهذا الحسين بن أميرالمؤمنين وسيد الوصيين سبط الرحمة ورضيع العصمة وربيب الحكمة ووالد الائمة؟ قال نعم ، قال : سلماه إلي وامضيا في دعة الله ، فقال له الحسن 7 : إنه أوصى إلينا أن لا نسلم إلا إلى أحد رجلين : جبرئيل أو الخضر فمن أنت منهما؟ فكشف النقاب