responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 37  صفحه : 146

يجمد البحار أو يجعل سائر الارض هي البحار لفعل ، لا يحزنك [١] تمرد هؤلاء المتمردين وخلاف هؤلاء المخالفين ، فكأنهم بالدنيا قد انقضت عنهم كأن لم يكونوا فيها ، وكأنهم بالآخرة إذا وردت عليهم كأنهم لم يزالوا فيها ، يا علي إن الذي أمهلهم مع كفرهم وفسقهم في تمردهم على طاعتك هو الذي أمهل فرعون ذا الاوتاد ونمرود بن كنعان ، ومن ادعى الالهية من ذوي الطغيان وأطغى الطغاة إبليس رأس أهل الضلالات ، ما خلفت أنت ولاهم لدار الفناء ، بل خلقتم لدار البقاء ، ولكنكم تنتقلون من دار إلى دار ، ولا حاجة بربك إلى من يسوسهم ويرعاهم ، ولكنه أراد تشريفك عليهم وإبانتك بالفضل فيهم ، ولو شاء لهداهم.

قال : فمرضت قلوب القوم لما شاهدوا ذلك مضافا إلى ما كان من مرض أجسامهم له ولعلي بن أبي طالب عليه والسلام ، فقال الله عند ذلك : « في قلوبهم مرض » أي في قلوب هؤلاء المتمردين الشاكين الناكثين لما اخذت عليهم من بيعة علي 7 « فزادهم الله مرضا » بحيث تاهت له قلوبهم جزاء بما أريتهم من هذه الآيات والمعجزات « ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون » محمدا ويكذبون في قولهم إنا على العهد والبيعة مقيمون.

قوله عزوجل : « وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون » قال الامام 7 : قال العالم موسى بن جعفر 7 : إذا قيل لهؤلاء الناكثين للبيعة في يوم الغدير : لا تفسدوا في الارض بإظهار نكث البيعة لعباد الله المستضعفين فتشوشون عليهم دينهم وتحيرونهم في مذاهبهم « قالوا إنما نحن مصلحون » لاننا لا نعتقد دين محمد ولا غير دين محمد 9 ونحن في الدين متحيرون فنحن نرضى في الظاهر بمحمد بإظهار قبول دينه وشريعته ، ونقضي في الباطن على شهواتنا فنتمتع ونتركه [ ونترفه ] ونعتق أنفسنا من رق محمد صلى (ص) ، ونكفها من طاعة ابن عمه علي ، لكي إن ابد أمره في الدنيا [٢] كنا قد توجهنا عنده ، وإن اضمحل أمره كنا قد سلمنا على أعدائه.


[١]في المصدر : فلا يحزنك.
[٢]في المصدر : لكى إن اديل في الدنيا. أى صار متداولا.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 37  صفحه : 146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست