قبيل إضافة الموصوف إلى الصفة. وفي بعض النسخ: " الغنم " بالتعريف وهو أظهر. " والشرد " إما بالتحريك جمع شارد كخدم وخادم أو بضمتين جمع شرود كزبور وزبر من شرد البعير إذا نفر.
١٧٥ - الإحتجاج: عن ابن عباس رضي الله عنه قال: لما فرغ أمير المؤمنين (عليه السلام) من قتال أهل البصرة وضع قتبا على قتب ثم صعد عليه فخطب فحمد الله وأثنى عليه فقال:
يا أهل البصرة يا أهل المؤتفكة يا أهل الداء العضال يا أتباع البهيمة يا جند المرأة رغا فأجبتم وعقر فهربتم ماؤكم زعاق ودينكم نفاق وأحلامكم دقاق.
ثم نزل يمشي بعد فراغه من خطبته فمشينا معه فمر بالحسن البصري وهو يتوضأ فقال: يا حسن أسبغ الوضوء فقال: يا أمير المؤمنين لقد قتلت بالأمس أناسا يشهدون أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله يصلون الخمس ويسبغون الوضوء فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام):
قد كان ما رأيت فما منعك أن تعين علينا عدونا؟ فقال: والله لأصدقنك يا أمير المؤمنين لقد خرجت في أول يوم فاغتسلت وتحنطت وصببت علي سلاحي

١٧٤ - ١٧٥ - رواهما الطبرسي رحمه الله في عنوان: " احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام بعد دخوله البصرة... " من كتاب الاحتجاج: ج ١ ص ١٧٠ - ١٧١.
والحديثان مرسلان لم يعلم حال روايتهما - كحديث آخر بعد الحديث الثاني ذكره في الاحتجاج أيضا - فلا يمكن بلا قرينة قطعية على صدقهما أو كذبهما الاستدلال بهما على إثبات شئ أو نفيه كما تحقق في علم الأصول. إذا فلا يمكن جعلهما دليلا على انحراف الحسن البصري لا سيما مع قيام شواهد كثيرة على حسن حاله وإنه كان يدافع عن علي عليه السلام ويذكر خصائصه وأنه كان على الحق وأن من خالفه كان على الباطل. والحق أن الرجل لم يكن من المنحرفين عن أهل البيت عليهم السلام وإن لم يكن من حواريهم أيضا.