responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 30  صفحه : 546

وتفصيله لم يرفع الاختلاف بين الأمة ، فكيف يتصور في مثل هذا الوقت منه 9 إملاء كتاب يشتمل على أسطر قلائل يرفع الاختلاف في جميع الأمور عن الأمة ، إلا بأن يعين في كل عصر من يرجعون إليه عند الاختلاف ، ويرشدهم إلى جميع مصالح الدين [١] والدنيا ، ويفسر القرآن المجيد لهم بحيث لا يقع منهم اختلاف فيه؟!.

وينطق بما ذكرنا قول أمير المؤمنين 7 : أنا كلام الله الناطق وهذا كلام الله الصامت [٢].

وقد قيل : إن قوله هذا كقول المريض : لا حاجة لنا إلى الطبيب لوجود كتب الطب بين أظهرنا ، وظاهر أنها أشمل للفروع الطبية من الكتاب الكريم لتفاصيل الأحكام الشرعية ، فاتضح أن المنع عن كتابة ما يمنع عن الضلال عين الضلال والإضلال ، وكثرة الخلاف بين الأمة وتشتت طرقه ـ مع وجود كتاب الله بينهم دليل قاطع على ما ذكرنا.

الثالث : أن ما ذكره ـ من أن عمر أشفق على الرسول 9 من تحمل مشقة الكتابة مع شدة الوجع ـ فاسد ، فإن رسول الله 9 لم تجر عادته في أيام صحته بأن يكتب الكتاب بيده ، وإنما كان يملي على الكاتب ما يريد ، إما لكونه أميا لا يقرأ ولا يكتب ، أو لغير ذلك ، ولم يكن ذلك مستورا على عمر ، فكيف أشفق عليه من الكتابة؟!.

وأما الإملاء ، فمن أين علم أنه لا يمكن للرسول 9 التعبير عما يريد بلفظ مختصر وعبارة وجيزة لم يكن في إلقائها إلى الكاتب مشقة لا يقدر على تحملها ، على أنه تحمله 9 للمشاق في هداية الأمة لم


[١]في (س) : الدينية.
[٢]كما في الوسائل ١٨ ـ ٢٠ باب ٥ حديث ١٢ ، ويؤيده ما أورده في الكافي وكنز الفوائد ، وحكاه العلامة المجلسي في بحاره ٢٣ ـ ١٩٧ عن أبي عبد الله 7 في قوله تعالى : « هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق » ... قال : إن الكتاب لا ينطق ولكن محمدا وأهل بيته هم الناطقون بالكتاب.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 30  صفحه : 546
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست