responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 3  صفحه : 71

ذلك مثل ما وصفته يا مولاي : قال 7 : ذلك للتأديب والموعظة لمن يحل ذلك به ولغيره بسببه ، كما قد يؤدب الملوك الناس للتنكيل[١] والموعظة فلا ينكر ذلك عليهم بل يحمد من رأيهم ويصوب من تدبيرهم ، ثم للذين ينزل بهم هذه البلايا من الثواب بعد الموت إن شكروا وأنابوا ما يستصغرون معه ما ينالهم منها حتى أنهم لو خيروا بعد الموت لاختاروا أن يردوا إلى البلايا ليزدادوا من الثواب.

فكريا مفضل في الاعضاء التي خلقت أفرادا وأزواجا ، وما في ذلك من الحكمة والتقدير ، والصواب في التدبير ، فالرأس بما خلق فردا ولم يكن للانسان صلاح في أن يكون أكثر من واحد ، ألاترى أنه لواضيف إلى راس الانسان رأس آخر لكان ثقلا عليه من غير حاجة إليه ، لان الحواس التي يحتاج إليها مجتمعة في رأس واحد ، ثم كان الانسان ينقسم قسمين لو كان له رأسان فإن تكلم من أحدهما كان الآخر معطلا لا إرب فيه ولا حاجة إليه ، وإن تكلم منهما جميعا بكلام واحد كان أحدهما فضلا يحتاج إليه ، وإن تكلم باحدهما بغير الذي تكلم به من الآخر لم يدر السامع بأي ذلك يأخذ ، و أشباه هذا من الاخلاط ، واليدان مماخلق أزواجا ولم يكن للانسان خير في أن يكون له يد واحدة الان ذلك كان يخل به فيما يحتاج إلى معالجته من الاشياء ألاترى أن النجار والبناء لوشلت إحدى يديه لايستطيع أن يعالج صناعته ، وإن تكلف ذلك لم يحكمه ولم يبلغ منه ما يبلغه إذا كانت له يدان يتعاونان على العمل.

أطل الفكر يا مفضل في الصوت والكلام وتهيئة آلاته في الانسان ، فالحنجرة كالانبوبة[٢] لخروج الصوت ، واللسان والشفتان والاسنان لصياغة الحروف والنغم ، ألاترى بأن من سقطت أسنانه لم يقم السين ، ومن سقطت شفته لم يصحح الفاء ، ومن ثقل لسانه لم يفصح الراء ، وأشبه شئ بذلك المزمار الاعظم ، فالحنجرة يشبة قصبة المزمار والرية يشبه الزق الذي ينفخ فيه لتدخل بالريح ، والعضلات التي تقبض على الرية ليخرج الصوت كالاصابع التي تقبض على الزق حتى تجري الريح في المزمار ، والشفتان


[١]نكل به : صنع به صنيعا يحذر غيره ويجعله عبرة له
[٢]وزان ارجوزة؟ مابين العقدتين من القصب.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 3  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست