responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 3  صفحه : 68

إلى المعدة فتطبخه ، وتبعث بصفوه إلى الكبد في عروق رقاق واشجة بينها قد جعلت كالمصفى للغذاء لكيلا يصل إلى الكبد منه شئ فينكأها ، وذلك أن الكبد رقيقة لا تحتمل العنف ، ثم إن الكبد تقبله فيستحيل بلطف التدبير دما ، وينفذ إلى البدن كله في مجاري مهيأة لذلك ، بمنزلة المجاري التي تهيؤ للماء حتى يطرد في الارض كلها ، و ينفذ ما يخرج منه من الخبث والفضول إلى مفائض قد اعدت لذلك ، فما كان منه من جنس المرة الصفراء جرى إلى المرارة ، وما كان من جنس السوداء جرى إلى الطحال ، وما كان من البلة والرطوبة جرى إلى المثانة ، فتأمل حكمة التدبير في تركيب البدن ، و وضع هذه الاعضاء منه مواضعها ، وإعداد هذه الاوعية فيه لتحمل تلك الفضول ، لئلا تنتشر في البدن فتسقمه وتنهكه ، فتبارك من أحسن التقدير وأحكم التدبير ، وله الحمد كما وأهله ومستحقه.

قال المفضل : فقلت : صف نشؤ[١] الابدان ونموها حالا بعد حال حتى تبلغ التمام والكمال. فقال 7 :

أول ذلك تصوير الجنين في الرحم حيث لاتراه عين ولاتناله يد ، ويدبره حتى يخرج سويا مستوفيا جميع مافيه قوامه وصلاحه من الاحشاء والجواح والعوامل إلى ما في تركيب أعضائه من العظام واللحم والشحم والمخ والعصب والعروق والغضاريف ، فإذا خرج إلى العالم تراه كيف ينمي بجميع أعضائه وهو ثابت على شكل وهيئة لاتتزايد ولا تنقص إلى أن يبلغ أشده إن مد في عمره أويستو في مدته قبل ذلك ، هل هذا إلا من لطيف التدبير والحكمة؟.

يامفضل انظر إلى ما خص به الانسان في خلقه تشريفا وتفضيلا على البهائم ، فإنه خلق ينتصب قائما ويستوي جالسا ، ليستقبل الاشياء بيديه وجوارحه ، ويمكنه العلاج والعمل بهما فلو كان مكبوبا على وجهه كذات الاربع لما استطاع أن يعمل شيئا من الاعمال.


[١]بالنون المفتوحة والشين الساكنة ثم الهمزة. أو بالنون والشين المضمومتين والواوالساكنة ثم الهمزة.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 3  صفحه : 68
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست