responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 3  صفحه : 67

فكريا مفضل في أعضاء البدن أجمع وتدبير كل منها للارب ، فاليدان للعلاج ، والرجلان للسعي ، والعينان للاهتداء ، والفم للاغتذاء ، والمعدة للهضم ، والكبد للتخليص ، [١] والمنافذ لتنفيذ الفضول ، [٢] والاوعية لحملها ، والفرج لاقامة النسل ، وكذلك جميع الاعضاء إذا تأملتها وأعملت فكرك فيها ونظرك وجدت كل شئ منها قد قدر لشئ على صواب وحكمة.

قال المفضل : فقلت : يا مولاي إن قوما يزعمون أن هذا من فعل الطبيعة ، فقال : سلهم عن هذه الطبيعة ، أهي شئ له علم وقدرة على مثل هذه الافعال ، أم ليست كذلك؟ فإن أوجبوا لها العلم والقدرة فما يمنعهم من إثبات الخالق؟ فإن هذه صنعته ، وإن زعموا أنها تفعل هذه الافعال بغير علم ولا عمد وكان في أفعالها ما قد تراه من الصواب و الحكمة علم أن هذا الفعل للخالق الحكيم ، وأن الذي سموه طبيعة هو سنة في خلقه الجارية على ما أجراها عليه.

ايضاح : قوله 7 : فما يمنعهم؟ لعل المراد أنهم إذا قالوا بذلك فقد أثبتوا الصانع فلم يسمونه بالطبيعة وهي ليست بذات علم وإرادة وقدرة؟. قوله 7 : علم أن هذا الفعل أي ظاهر بطلان هذا الزعم ، والذي صار سببا لذهولهم أن الله تعالى أجرى عادته بأن يخلق الاشياء بأسبابها فذهبوا إلى استقلال تلك الاسباب في ذلك ، وبعبارة أخرى أن سنة الله وعادته قد جرت لحكم كثيرة أن تكون الاشياء بحسب بادئ النظر مستندة إلى غيره تعالى ، ثم يعلم بعد الاعتبار والتفكر أن الكل مستند إلى قدرته و تأثيره تعالى ، وإنما هذه الاشياء وسائل وشرائط لذلك ، فلذا تحيروا في الصانع تعالى ، فالضمير المنصوب في قوله : أجراها راجع إلى السنة ، وضمير «عليه» راجع إلى الموصول.

فكريا مفضل في وصول الغذاء إلى البدن وما فيه من التدبير ، فإن الطعام يصير


[١]التخليص : التصفية والتمييز عن غيره ، وذلك لان الكبد يحيل الكيلوس إلى الخلط ، و يصفى الاخلاط كل واحد عن الاخر ، وينفذها إلى البدن ، كلها في مجارى مهيأة له.
[٢]أى لا خراج الفضول.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 3  صفحه : 67
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست