نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 28 صفحه : 59
عاقر الناقة ببلد تكون إليه هجرته ، وهو مغرس شيعته وشيعة ولده ، وفيه على كل حال يكثر بلواهم ويعظم مصابهم.
وإن سبطك هذا وأومأ بيده إلى الحسين 7 مقتول في عصابة من ذريتك وأهل بيتك ، وأخيار من أمتك ، بضفة الفرات ، بأرض تدعى كربلاء من أجلها يكثر الكرب والبلاء على أعدائك وأعداء ذريتك ، في اليوم الذي لا ينقضي كربه ولا تفني حسرته ، وهي أطهر بقاع الارض وأعظمها حرمة ، وإنها لمن بطحاء الجنة ، فاذا كان ذلك اليوم الذي يقتل فيه سبطك وأهله ، وأحاطت بهم كتائب أهل الكفر واللعنة ، تزعزعت الارض من أقطارها ، ومادت الجبال وكثر اضطرابها واصطفقت البحار بأمواجها ، وماجت السماوات بأهلها ، غضبا لك يا محمد ولذريتك واستعظاما لما ينتهك من حرمتك ، ولشر ما تكافى به في ذريتك وعترتك ، ولا يبقى شئ من ذلك إلا استأذن الله عزوجل في نصرة أهلك المستضعفين المظلومين. الذينهم حجة الله على خلقه بعدك
فيوحي الله إلى السماوات والارض والجبال والبحار من فيهن : إني أنا الله الملك القادر الذي لا يفوته هارب ، ولا يعجزه ممتنع ، وأنا أقدر فيه على الانتصار والانتقام ، وعزتي وجلالى لاعذبن من وتر رسولي وصفيي ، وانتهك حرمته وقتل عترته ، ونبذ عهده وظلم أهله عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين.
فعند ذلك يضج كل شئ في السموات والارضين ، بلعن من ظلم عترتك واستحل حرمتك ، فاذا برزت تلك العصابة إلى مضاجعها ، تولى الله عزوجل قبض أرواحها بيده ، وهبط إلى الارض ملائكة من السماء السابعة ، معهم آنية من الياقوت والزمرد ، مملوءة من ماء الحياة ، وحلل من حلل الجنة ، وطيب من طيب الجنة ، فغسلوا جثثهم بذلك الماء ، وألبسوها الحلل ، وحنطوها بذلك الطيب وصلى الملائكة صفا صفا عليهم.
ثم يبعث الله قوما من أمتك لا يعرفهم الكفار لم يشركوا في تلك الدماء بقول ولا فعل ولانية ، فيوارون أجسامهم ، ويقيمون رسما لقبر سيد الشهداء بتلك
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 28 صفحه : 59