responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 28  صفحه : 190

القوم إلى أمير المؤمنين بأجمعهم فقالوا يا أمير المؤمنين تركت حقا أنت أحق به وأولى منه ، لانا سمعنا رسول الله 9 يقول : « علي مع الحق والحق مع علي يميل


يكون وسطها أيضا كذلك ، والا لاختل السياق ، والمعنى أنه يجب عليكم أن تنفقوا في سبيل الله بكل معانيه من الانفاق في أمر الجهاد وتجهيز الجيوش واعداد القوة والرباط والانفاق على فقراء المسلمين ليتقووا ويرتفعوا عن حضيض المذلة وأن تنفقوا عليهم حتى يحجوا ويجاهدوا في الله حق جهاده إلى غير ذلك من مصاديق الانفاق في سبيل الله.

ولكن لا تلقوا أيديكم وقدرتكم من الاموال والبنين إلى الهلكة والخسارة بأن تنفقوا كل ما في مقدرتكم فتبقون بلا مال ولا مقدرة فتصيرون هلكى أذلاء فقراء لا تقدرون بعد ذلك على شئ من الخير ، بل اللازم عليكم في ذلك ، الاحسان في الانفاق بأن تتقدروا مقدرتكم وأموالكم فتنفقوا ما يناسبها وليس هو الا الامر الوسط بين المنزلتين كما قال عزوجل في سورة الفرقان : ٦٧ مادحا لهذه الطريقة الحسنى : « والذين اذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ».

فوزان الاية من حيث التقدير في الانفاق وزان قوله عزمن قائل : « ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا » أسرى : ٢٩ وأما من حيث اللفظ فكقوله عزوجل؟ « يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء : تلقون اليهم بالمودة » الاية الاولى من الممتحنة ، فتكون الباء زائدة والتقدير لا تلقوأ أيديكم إلى الهلكة ، فالمراد بالايدى بقرينة الانفاق المقدم في صدر الاية والاحسان المؤخر في ذيلها المقدرة المالية.

وان أبيت الا أن تجعل الباء سببية ومفعول « تلقوا » محذوف ( لا تلقوا أنفسكم بأيديكم إلى التهلكة ) لم تخرج الاية عن مورد الانفاق قطعا الا أنه ينطق على الذى ذكرناه بوجه آخر ويكون تقدير الكلام هكذا : أنفقوا في سبيل الله بين الاسراف والتقتير ولا تلقوا أنفسكم متعمدا وبأيدى أنفسكم إلى الهلكة والخسارة التى لا يتدارك فان ذلك خلاف الاحسان فأحسنوا في الانفاق في سيبل الله باتخاذ منزلة بين المنزلتين : الاسراف والتقتير والبسط والقبض.

نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 28  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست