responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 22  صفحه : 375

فلما وضعوه فيها قال لهم : يا قوم استقبلوا بوجهي القبلة ، فلما استقبل القبلة بوجهه نادى بعلو [١] صوته : السلام عليكم يا أهل عرصة البلا ، السلام عليكم يا محتجبين عن الدنيا ، قال فلم يجبه أحد ، فنادى ثانية : السلام عليكم يا من جعلت المنايا لهم غدآء السلام عليكم يا من جعلت الارض عليكم غطاء ، السلام عليكم يامن لقوا أعمالهم في دار الدنيا ، السلام عليكم يا منتظرين النفخة الاولى ، سألتكم بالله العظيم ، والنبي الكريم إلا أجابني منكم مجيب ، فأنا سلمان الفارسي مولى رسول الله 9 فإنه قال لي : يا سلمان إذا دنت وفاتك سيكلمك ميت ، وقد اشتهيت أن أدري دنت وفاتي أم لا ، فلما سكت سلمان من كلامه فإذا هو بميت قد نطق من قبره وهو يقول : السلام عليك ورحمة الله وبركاته ، يا أهل البناء والفناء المشتغلون بعرصة الدنياها نحن لكلامك مستمعون ، ولجوابك مسرعون ، فسل عما بدالك يرحمك الله تعالى ، قال سلمان : أيها الناطق بعد الموت ، المتكلم بعد حسرة الفوت ، أمن أهل الجنة أم من أهل النار[٢]؟ فقال : يا سلمان أنا ممن أنعم الله تعالى عليه بعفوه وكرمه ، وأدخله جنته برحمته ، فقال له سلمان : الآن يا عبدالله صف لي الموت كيف وجدته ، وماذا لقيت منه ، وما رأيت وما عانيت؟ قال : مهلا يا سلمان فوالله إن قرضا بالمقاريض ونشرا بالمناشير لاهون علي من غصة الموت ، اعلم أني كنت في دار الدنيا ممن ألهمني الله تعالى الخير ، وكنت أعمل به ، واؤدي فرائضه ، وأتلوا كتابه ، وأحرص في بر الوالدين ، وأجتنب المحارم[٣] ، وأفزع عن المظالم[٤] ، وأكد الليل و النهار في طلب الحلال خوفا من وقفة السؤال ، فبينا أنا في ألذ عيش وغبطة وفرح وسرور إذ مرضت وبقيت في مرضي أياما حتى انقضت من الدنيا مدتي ، فأتاني عند ذلك شخص عظيم الخلقة ، فظيع المنظر ، فوقف مقابل وجهي ، لا إلى السمآء صاعدا ، ولا إلى الارض نازلا ، فأشار إلى بصري فأعماه ، وإلى سمعي فأصمه ، وإلى لساني


[١]بأعلى خ ل.
[٢]في المصدر : امن اهل الجنة بعفوه ، ام من اهل النار بعدله.
[٣]واجتنب الحرام والمحارم خ ل.
[٤] في المصدر : وانزع عن المظالم.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 22  صفحه : 375
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست