نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 2 صفحه : 288
فقاء عين صحيح [١] وأقطع يد رجل كيف يقام عليهما الحد؟ قال : إنما أنا رجل عالم بمباعث الانبياء! قال : فأخبرني عن قول الله تعالى لموسى وهارون حين بعثهما إلى فرعون : لعله يتذكر أو يخشى. ولعل منك شك؟ قال : نعم ، قال : فكذلك من الله شك إذ قال : لعله؟ قال أبوحنيفه : لا علم لي! قال 7 : تزعم أنك تفتي بكتاب الله ولست ممن ورثه ، وتزعم أنك صاحب قياس وأول من قاس إبليس ، ولم يبن دين الاسلام على القياس ، وتزعم أنك صاحب رأي وكان الرأي من رسول الله 9 صوابا ومن دونه خطاءا ، لان الله تعالى قال : احكم بينهم بما أراك الله. ولم يقل ذلك لغيره ، وتزعم أنك صاحب حدود ومن أنزلت على أولى بعلمها منك ، وتزعم أنك عالم بمباعث الانبياء و لخاتم الانبياء أعلم بمباعثهم منك ، لولا أن يقال دخل على ابن رسول الله فلم يسأله عن شئ ما سألتك عن شئ فقس إن كنت مقيسا. قال : لا تكلمت بالرأي والقياس في دين الله بعد هذا المجلس. قال : كلا إن حب الرئاسة غير تاركك لم يترك من كان قبلك. تمام الخبر. بيان : غرضه 7 بيان جهله وعجزه عن استنباط الاحكام الشرعية بدون الرجوع إلى إمام الحق. والمقيس لعله اسم آلة أو اسم مكان. وسيأتي شرح كل جزء من أجزاء الخبر في المقام المناسب لذكره ، وذكرها هناك موجب للتكرار.
٥ ـ ج : عن عيسى بن عبدالله القرشي ، قال : دخل أبوحنيفة على أبي عبدالله 7 فقال : يا أباحنيفة قد بلغني أنك تقيس ، فقال : نعم. فقال : لاتقس فإن أول من قاس إبليس لعنه الله حين قال : خلقتني من نار وخلقته من طين. فقاس ما بين النار والطين ، ولو قاس نورية آدم بنورية النار عرف ما بين النورين وضياء أحدهما على الآخر.
ايضاح : يحتمل أن يكون المراد بالقياس هنا أعم من القياس الفقهي من الاستحسانات العقلية والآراء الواهية التي لم تؤخذ من الكتاب والسنة ، ويكون المراد أن طريق العقل مما يقع فيه الخطأ كثيرا فلايجوز الاتكال عليه في امور الدين ، بل يجب الرجوع في جميع ذلك إلى أوصياء سيد المرسلين صلوات الله عليهم أجمعين وهذا هو الظاهر في أكثر أخبار هذا الباب ، فالمراد بالقياس هنا القياس اللغوي ، ويرجع قياس