responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 17  صفحه : 60

مانعة من اتفاق الجمع العظيم في الساعة الواحدة على حال واحدة [١] في المحسوسات.

وثالثها : لو كان كذلك لم يكن مضافا إلى الشيطان.

الوجه الثاني : قالوا : إن ذلك الكلام كلام شيطان الجن ، وذلك بأن تكلم بكلام من تلقاء نفسه أوقعه في درج تلك التلاوة [٢] ليظن أنه من جنس الكلام المسموع من الرسول ، قالوا : والذي يؤكده أنه لا خلاف أن الجن[٣] والشياطين متكلمون ، فلا يمتنع أن يأتي الشيطان بصوت مثل صوت الرسول (ص) فيتكلم بهذه الكلمات في أثناء كلام الرسول (ص) ، وعند سكوته ، فإذا سمع الحاضرون ظنوا أنه كلام الرسول [٤]ثم لا يكون هذا قادحا في النبوة لما لم يكن فعلا له ، وهذا أيضا ضعيف ، فإنك إذا جوزت أن يتكلم الشيطان في أثناء كلام الرسول(ص) بما يشتبه على السامعين كونه كلاما للرسول بقي هذا الاحتمال في كل ما يتكلم به الرسول ، فيفضي إلى ارتفاع الوثوق عن كل الشرع[٥].

فإن قيل : هذا الاحتمال قائم في الكل ، ولكنه لو وقع لوجب في حكمة الله أن يشرح الحال فيه ، كما في هذه الواقعة ، إزالة للتلبيس.

قلنا : لا يجب على الله إزالة الاحتمالات كما في المتشابهات ، وإذا لم يجب على الله ذلك يمكن الاحتمال في الكل.

الوجه الثالث : أن يقال : المتكلم بذلك بعض شياطين الانس وهم الكفرة ، فإنه 9 لما انتهي في قراءة هذه السورة إلى هذا الموضع وذكر أسماء آلهتهم وقد علموا من عادته أنه يعيبها فقال بعض من حضر : تلك الغرانيق العلى ، فاشتبه الامر على القوم لكثرة لغط [٦]القوم ، وكثرة صياحهم وطلبهم تغليطه ، وإخفاء قراءته ، ولعل


[١]في المصدر : على خيال واحد فاسد في المحسوسات.
[٢]في المصدر : أوقعه في درج تلك التلاوة في بعض وقفاته.
[٣]في المصدر : لا خلاف في أن الجن.
[٤]في المصدر : فاذا سمع الحاضرون تلك الكلمة بصوت مثل صوت الرسول (ص) وما رأوا شخصا آخر ظن الحاضرون أنه كلام الرسول.
[٥]مضافا إلى أنه يجب على النبى 9 بعد ذلك ازالة الشبهة وبيان الحق.
[٦]اللغط : الصوت والجلبة ، أو أصوات مبهمة لا تفهم.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 17  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست