نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 17 صفحه : 309
قال على بن محمد 7 : وأما تسليم الجبال والصخور والاحجار عليه فإن رسول الله 9 لما ترك التجارة إلى الشام ، وتصدق بكل ما رزقه الله تعالى من تلك التجارات كان يغدو كل يوم إلى حرا [١] يصعده وينظر من قلله إلى آثار رحمة الله ، وأنواع [٢] عجائب رحمته ، وبدائع حكمته ، وينظر إلى أكناف السماء وأقطار الارض والبحار [٣] والمفاوز والفيافي ، فيعتبر بتلك الآثار ، ويتذكر بتلك الآيات ، ويعبد الله حق عبادته ، فلما استكمل أربعين سنة ونظر الله عزوجل إلى قلبه فوجده أفضل القلوب وأجلها وأطوعها وأخشعها وأخضعها أذن لابواب السماء ففتحت ، ومحمد ينظر إليها ، وأذن للملائكة فنزلوا ومحمد ينظر إليهم ، وأمر بالرحمة فانزلت عليه من لدن ساق العرش إلى رأس محمد وغمرته ، ونظر إلى جبرئيل ، الروح الامين ، المطوق بالنور ، طاووس الملائكة هبط إليه ، وأخذ بضبعه وهزه [٤] وقال يامحمد : اقرأ ، قال : وما أقرأ؟ قال : يامحمد « اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الانسان من علق * اقرأ وربك الاكرم * الذي علم بالقلم * علم الانسان ما لم يعلم[٥] » ثم أوحى إليه ما أوحى إليه ربه عزوجل ، ثم صعد إلى علو ، ونزل محمد (ص) من الجبل وقد غشيه من تعظيم جلال الله ، وورد عليه من كبير [٦] شأنه ما ركبه الحمى [٧] والنافض ، وقد اشتد عليه ما يخافه من تكذيب قريش في خبره ، ونسبهم إياه إلى الجنون ، وأنه يعتريه شياطين ، وكان من أول أمره أعقل خلق الله [٨] ، وأكرم براياه وأبغض الاشياء إليه الشيطان وأفعال المجانين وأقوالهم ، فأراد الله عزوجل ، أن يشرح
[١]حرا ، بالكسر والتخفيف وحراء بالمد : جبل من جبال مكة على ثلاثة أميال. [٢]والى أنواع خ ل. [٣]وأقطار البحار خ ل. [٤]أى حركه [٥]كلا خ ل. العلق : ١ ـ ٥. [٦]في المصدر المطبوع : من كبرياء شأنه. [٧]ما ركبه به الحمى خ ل وهو الموجود في المصدر قوله : النافض أى حمى الرعدة. [٨]أعقل خليقة الله خ ل. وهو الموجود في المصدر.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 17 صفحه : 309