وكان هاشم يدعى القمر ، ويسمى ذات الركب ، وقد مي بهذا آخرون من قريش أيضا ، وهو ابن عبد مناف ، واسمه المغيرة ، وإنما سمته عبد مناف امه ، ومناف اسم صنم كان مستقبل الركن الاسود ، وكان أيضا يدعى القمر لجماله ، ويدعى السيد لشرفه وسودده ، وهو ابن قص ، واسمه زيد ، وإنما سمى قصيا لان امه فاطمة بنت سعد بن سنبل الازدية [٢] من أزدشنوءه تزوجها بعد أبيه كلاب ربيعة بن حزام بن سعد بن زيد القضاعي ، فمضى بها إلى قومه ، وكان زهرة بن كلاب كبيرا ، فتركته عند قومه ، وحملت زيدا معها ، لانه كان فطيما ، فسمي قصيا لانه أقصى عن داره ، وشب في حجر ربيعة بن حزام ، لا يرى إلا أنه أبوه إلى أن كبر فنازع بعض بني عذرة ، فقال له العذري : الحق بقومك فإنك لست منا ، قال : وممن أنا؟ قال : سل امك تخبرك ، فقالت : أنت والله أكبر منهم نفسا ووالدا ونسبا ، أنت ابن كلاب بن مرة ، وقومك آل الله في حرمه وعند بيته ، فكره قصي المقام دون مكة ، فأشارت عليه امه أن يقيم حتى يدخل الشهر الحرام ، ثم يخرج مع حجاج قضاعة ففعل ، ولما صار إلى مكة تزوج إلى خليل بن الحبشية الخزاعي ابنته حيي ، وكان خليل يلي أمر الكعبة ، وعظم أمر قصي حتى استخلص البيت من خزاعة وحاربهم وأجلاهم عن الحرم وصارت إليه السدانة والوفادة والسقاية ، وجمع قبائل قريش وكانت متفرقة.
وقال محمد بن مسعود الكازروني في كتاب المنتقى : ولد عبدالله لاربع وعشرين سنة
[١]في سيرة ابن هشام : قوم بمكة مسنتين عحاف. بعده :
سنت اليه الرحلتان كلاهما
سفر الشتاء ورحلة الايلاف.
ويروى : ورحلة الاصياف. [٢]في القاموس : أزد بن الغوت أبوحى ومن أولاده الانصار كلهم ويقال : أزد شنوءة. والغزة بالغين والزاى المعجمتين : بلد بفلسطين ، وقال في القاموس : مات بها هاشم. وعذرة بالذال المعجمة : قبيلة باليمن. منه عفى عنه.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 15 صفحه : 124