نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 14 صفحه : 398
طلوع الشمس ينظران إلى ماصار إليه القوم ، فلما دنوا من القوم واستقبلتهم الحطابون والحماة [١] والرعاة بأغنامهم ونظروا إلى أهل القرية مطمئنين قال يونس لتنوخا : ياتنوخا كذبني الوحي ، وكذبت وعدي لقومي ، ولا عزة لي ولا يرون لي وجها أبدا [٢]بعدما كذبني الوحي ، فانطلق يونس هاربا على وجهه مغاضبا لربه ناحية البحر مستنكرا [٣] فرارا من أن يراه أحد من قومه فيقول له : ياكذاب ، فلذلك قال الله : « وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه » الآية ، ورجع تنوخا إلى القرية فلقي روبيل فقال له : ياتنوخا أي الرأيين كان أصوب وأحق أن يتبع؟ رأيي أو رأيك؟ فقال له تنوخا : بل رأيك كان أصوب ، ولقد كنت أشرت برأي الحكماء العلماء ، [٤] فقال له تنوخا : أما إني لم أزل أرى أني أفضل منك لزهدي وفضل عبادتي حتى استبان فضلك لفضل علمك وما أعطاك الله ربك من الحكمة مع التقوى أفضل [٥] من الزهد والعبادة بلا علم ، فاصطحبا فلم يزالا مقيمين مع قومهما ، ومضى يونس على وجهه مغاضبا لربه فكان من قصته ما أخبر الله به في كتابه إلى قوله : « فآمنوا فمتعناهم إلى حين ».
قال أبوعبيدة : قلت لابي جعفر 7 : كم كان غاب يونس عن قومه حتى رجع إليهم بالنبوة والرسالة فآمنوا به وصدقوه؟ قال : أربعة أسابيع : سبعا منها في ذهابه إلى البحر ، وسبعا منها في رجوعه إلى قومه ، فقلت له : وماهذه الاسابيع شهور أو أيام أو ساعات؟ فقال : ياعبيدة [٦] إن العذاب أتاهم يوم الاربعاء في النصف من شوال ، وصرف عنهم من يومهم ذلك ، فانطلق يونس مغاضبا فمضى يوم الخميس سبعة أيام في مسيره إلى البحر ، وسبعة أيام في بطن الحوت ، وسبعة أيام تحت الشجرة بالعراء ، وسبعة أيام في
[١]في البرهان : والحمارة. قلت : هم أصحاب الحمير في السفر. [٢]في البرهان : لا وعزة ربي لا يرون لي وجهي أبدا. [٣]في البرهان : ناحية بحر ايلة متنكرا. [٤]في البرهان : والعلماء. [٥]في البرهان : مع أن التقوى أفضل. [٦]هكذا في النسخ ، والصحيح كما في البرهان : يا باعبيدة.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 14 صفحه : 398