نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 14 صفحه : 31
وعاد إلى عبادة ربه ، فشغله الفكر في أمرها عن بعض نوافله فعوتب.
وخامسها : أنه عوتب على عجلته في الحكم قبل التثبت ، وكان يجب عليه حين سمع الدعوى من أحد الخصمين أن يسأل الآخر عما عنده فيه ، ولايحكم عليه قبل ذلك ، وإنما أنساه التثبت في الحكم فزعه من دخولهما عليه في غير وقت العادة. انتهى. [١]
وقال الرازي بعد رد الرواية المشهورة والطعن فيها وإقامة الدلائل على بطلانها و ذكر بعض الوجوه السابقة وتزييفها :
روي أن جماعة من الاعداء طمعوا في أن يقتلوا نبي الله داود 7 وكان له يوم يخلو فيه بنفسه ويشتغل بطاعة ربه فانتهزوا الفرصة في ذلك اليوم وتسوروا المحراب فلما دخلوا عليه وجدوا عنده أقواما يمنعونه منهم فخافوا ووضعوا كذبا فقالوا : « خصمان بغى بعضنا على بعض » إلى آخر القصة. وليس في لفظ القرآن مايمكن أن يحتج به في إلحاق الذنب بداود إلا ألفاظ أربعة : أحدها قوله : « وظن داود أنما فتناه » وثانيها : قوله : « فاستغفر ربه » وثالثها : قوله : « وأناب » ورابعها قوله : « فغفرنا له ذلك » ثم نقول : وهذه الالفاظ لا يدل شئ منها على ماذكروه ، وتقريره من وجوه :
الاول : أنهم لما دخلوا عليه لطلب قتله بهذا الطريق وعلم داود 7 دعاه الغضب إلى أن يشتغل بالانتقام منهم إلا أنه مال إلى التصفح والتجاوز عنهم طلبا لمرضات الله تعالى ، فكانت هذه الواقعة هي الفتنة ، لانها جارية مجرى الابتلاء والامتحان ، ثم إنه استغفر ربه مما هم به من الانتقام منهم ، وتاب عن ذلك الهم وأناب ، فغفرنا له [٢] ذلك القدر من الهم والعزم.
والثاني : أنه وإن غلب على ظنه أنهم دخلوا عليه ليقتلوه إلا أنه ندم على ذلك الظن ، وقال : لما لم تقم دلالة ولا أمارة على أن الامر كذلك فبئس ما عملت بهم حين ظننت بهم هذا الظن الردئ ، فكان هذا هو المراد من قوله : « وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب » منه فغفر الله له ذلك.
[١]مجمع البيان ٨ : ٤٧١ ٤٧٢. [٢]في المصدر : فغفر له ذلك.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 14 صفحه : 31