responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 14  صفحه : 307

أموالهم وتتوق [١] إليها أنفسهم ، فضعوا كنوزكم في السماء حيث لايأكلها السوس ، ولا ينالها اللصوص.

بحق أقول لكم : إن العبد لايقدر على أن يخدم ربين ، ولامحالة إنه يؤثر أحدهما على الآخر وإن جهد ، كذلك لايجتمع لكم حب الله وحب الدنيا.

بحق أقول لكم : إن شر الناس لرجل عالم آثر دنياه على علمه فأحبها وطلبها وجهد عليها حتى لو استطاع أن يجعل الناس في حيرة لفعل ، وماذا يغني عن الاعمى سعة نور الشمس وهو لايبصرها؟ كذلك لايغني عن العالم علمه إذا هو لم يعمل به ، ما أكثر ثمار الشجر وليس كلها ينفع ولا يؤكل [٢] وما أكثر العلماء وليس كلهم ينتفع بما علم! وما أوسع الارض وليس كلها تسكن! وما أكثر المتكلمين وليس كل كلامهم يصدق! فاحتفظوا من العلماء الكذبة الذين عليهم ثياب الصوف ، منكسو رؤوسهم إلى الارض ، يزورون [٣] به الخطايا ، يطرفون من تحت حواجبهم [٤] كما ترمق الذئاب ، وقولهم يخالف فعلهم ، وهل يجتنى من العوسج العنب؟ ومن الحنظل التين؟ وكذلك لا يؤثر قول العالم الكاذب إلا زورا ، وليس كل من يقول يصدق. بحق أقول لكم : إن الزرع ينبت في السهل ولاينبت في الصفا ، وكذلك الحكمة تعمر في قلب المتواضع ولاتعمر في قلب المتكبر الجبار ، ألم تعلموا أنه من شمخ برأسه [٥] إلى السقف شجه ، ومن خفض برأسه عنه استظل تحته وأكنه ، وكذلك من لم يتواضع لله خفضه ، ومن تواضع لله رفعه ، إنه ليس على كل حال يصلح العسل في الزقاق ، وكذلك القلوب ليس على كل حال تعمر الحكمة فيها ، إن الزق مالم ينخرق أو يقحل أو يتفل فسوف يكون للعسل وعاء ، و كذلك القلوب مالم تخرقها الشهوات ويدنسها الطمع ويقسيها النعيم فسوف تكون أوعية للحكمة.


[١]تاق اليه : اشتاق.
[٢]في المصدر : ويؤكل.
[٣]زور : من الكلام ، وزور الشئ : حسنه وقومه.
[٤]في نسخة من المصدر : يرمقون من تحت حواجبهم اه.
[٥]شمخ برأسه : رفعه.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 14  صفحه : 307
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست