نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 14 صفحه : 276
وثالثها : أنهم كانوا صيادين يصيدون السمك ، عن ابن عباس والسدي.
ورابعها : أنهم كانوا خاصة الانبياء ، عن قتادة والضحاك ، وهذا أوجه لانهم مدحوا بهذا الاسم كأنه ذهب إلى نقاء قلوبهم كنقاء الثوب الابيض بالتحوير ، وقال الحسن : الحواري : الناصر ، والحواريون : الانصار ، وقال الكلبي : الحواريون : أصفياء عيسى 7 وكانوا اثني عشر رجلا ، وقال عبدالله بن المبارك : سموا حواريين لانهم كانوا نورانيين ، عليهم أثر العبادة ونورها وحسنها ، كما قال تعالى : « سيماهم في وجوههم من أثر السجود [١] ».
« نحن أنصار الله » معناه : نحن أعوان الله على الكافرين من قومك ، أي أعوان رسول الله أو أعوان دين الله « آمنا بالله » أي صدقنا أنه واحد لاشريك له « واشهد » يا عيسى « بأنا مسلمون » أي كن شهيدا لنا عند الله ، اشهدوه على إسلامهم لان الانبياء شهداء الله على خلقه يوم القيامة ، كما قال سبحانه : « ويوم نبعث من كل أمة شهيدا [٢] ».
« ربنا » أي يا ربنا « آمنا بما أنزلت » على عيسى « واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين » أي في جملة الشاهدين بجميع ما أنزلت لنفوز بما فازوا به ، وننال ما نالوا من كرامتك ، وقيل : معناه : واجعلنا مع محمد (ص) وأمته ، عن ابن عباس ، وقد سماهم الله شهداء بقوله : « لتكونوا شهداء على الناس [٣] » أي من الشاهدين بالحق من عندك ، هذا كله حكاية قول الحواريين.
وروي أنهم اتبعوا عيسى وكانوا إذا جاعوا قالوا : ياروح الله جعنا ، فيضرب بيده على الارض سهلا كان أو جبلا فيخرج لكل إنسان منهم رغيفين يأكلهما ، فإذا عطشوا قالوا : ياروح الله عطشنا ، فيضرب بيده على الارض سهلا كان أو جبلا فيخرج ماء فيشربون قالوا : يا روح الله من أفضل منا؟ إذا شئنا أطعمتنا وإذا شئنا سقيتنا ، وقد آمنا بك و اتبعناك ، قال : أفضل منكم من يعمل بيده ، ويأكل من كسبه ، فصاروا يغسلون الثياب بالكراء. [٤]